نصح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الدول العربية مراجعة خياراتها لا سيما بعد الخطابات الاميركية الاخيرة التي تدل على علو واستكبار وجشع ونهب علني ومكشوف لخيرات هذه البلاد مقابل الحماية الاميركية في حين لا نسمع اي رد على هذه الاهانات من قبل حكام هذه الدول لا سيما المملكة العربية السعودية .
وفي كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله لام الشهداء الحاجة آمنة محمود سلامة "أم عماد مغنية"، في مجمع المجتبى (ع) - صفير، اشار سماحته الى انه عندما استمع الى خطاب ترامب الاخير تذكرت كل ما كنت اسمعه من الامام الخميني قدس سره عن الصفات التي كان يطلقها على الادارة الاميركية والمسؤولون الاميركيون لا الشعب الاميركي واذكر بان اكثر صفة كان يتحدث عنها هي ان اميركا " ناهبة للشعوب".
واكد سماحته ان عين ترامب اليوم على كل الاموال العربية في البنوك الاميركية مؤكدا انه سيحصل عليهم اضافة الى النفط والغاز في هذه الدول، مضيفا "نحن امام نموذج لدولة تستعمل لغة الاهانة المتكررة مع حلفائها، ونحن امام حكومة وادارة ورئيس لا تتحدث سوى لغة المال والضرائب ولا وجود لحقوق الانسان بحيث يتم التعاطي مع كل المنظمات الدولية باحتقار، وفي المقابل لا نجد من اصدقاء وحلفاء اميركا امام هذه الاهانات سوى الخنوع والسكوت الرهيب المطبق".
واشار سماحته ان ترامب يستعمل سياسة التهويل على كل شعوب المنطقة لا سيما على المملكة العربية السعودية .
وعن مقولة ترامب ان ايران كانت ستسيطر على منطقة الشرق الاوسط خلال 12 دقيقة لفت سماحته ان هذا اعتراف مهم من ترامب يدل على قوة وعظمة ايران في عينه، بينما حلفاءه الذين باعهم كل انواع الاسلحة هم في عينه غير قادرين على الصمود اسبوعين دون حمايته.
واكد سماحته ان تهويل ترامب سيصل الى ابتزاز هذه الدول ليبيعهم المزيد من الاسلحة وليطلبوا منه الحماية وليحصل منهم على المزيد من المال.
وتوجه سماحته بالسؤال الى الدول العربية قائلا "على من تراهنون؟؟؟ هل على من يذلكم وينهبكم ويبتزكم؟ فلتتذكروا كيف تعامل الاميركيين مع رضا بهلوي حيث لم يرضوا ان يعطوه فيزا الى اميركا حتى للعلاج من مرض السرطان"، داعيا اياهم للوقف الحروب في المنطقة العربية والعودة الى الحلول السياسي ومراجعة خياراتهم، مضيفا "ايهم اوفر ان تدفعوا الجزية لترامب ام معالجة مشاكل شعوبكم والعودة الى التصالح".
وبيّن السيد نصر الله بأن ترامب يكشف لنا من خلال خطابه بأن الكثير من دولنا العربية والاسلامية اليوم تدفع الجزية لاميركا مقابل بقاء الملوك في عروشها، متوجهاً إلى تلك الدول بالقول: "اذا كان ترامب يأخذ أموالكم ويهينكم في كل يوم فكيف اذا لم يكن لديكم أموال تدفعونها فكيف سيتصرف معكم؟"
السيد نصر الله: سياستنا في كل ما يتصل بالمقاومة هي الصمت الهادف
وبشأن إدعاءات العدو الأخيرة حيال لبنان، رفض السيد نصر الله الإنسياق مع العدو في حربه النفسية، مؤكداً على أنه من الخطأ أن نقدم نفياً أو اجابات على كل ما يطرحه نتانياهو أو غيره، مشيراً في هذا السياق إلى أنه في كل ما يتصل بالمقاومة سياستنا هي الغموض البناء والصمت الهادف، مضيفا " ليس علينا ان نقدم اجابات للعدو لان النفي هو تقديم معلومات مجانية للعدو".
وإذ نوّه بالتحرك الذي قام به وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لدحض مزاعم العدو، رأى أن الرد يجب أن يكون السخرية من كل ما يفعله قادة الحرب النفسية الصهاينة الفاشلون، منبهاً وسائل الاعلام الى ضرورة الحذر في التعامل مع ما يثيره وينشره العدو.
السيد نصر الله: للمسارعة في تأليف الحكومة
وفي مسألة تشكيل الحكومة، قال الأمين العام لحزب الله إنه ليس لديه أي جديد في هذه القضية، وحثّ على المسارعة في عملية التأليف لما فيه مصلحة المواطنين .
وشدد سماحته على أن ايران وسوريا لا يتدخلان في مسألة تشكيل الحكومة لا من قريب ولا من بعيد، داعياً لبذل كل الجهود وبإخلاص لتشكيل الحكومة بعيدا عن التأثير الخارجي.
وأكد السيد نصر الله على ضرورة تحمل الوزارات المعنية مسؤولياتها حتى وإن كانت حكومة تصريف أعمال، مطالباً الوزارات بالعمل بسرعة لمعالجة المشاكل والأحداث التي حصلت مؤخرا في البقاع وبعلبك الهرمل من سيول جارفة اجتاحت البيوت والمحال التجارية مع الشتوىة الاولى لا سيما واننا على ابواب فصل الشتاء.
السيد نصر الله: أم عماد رمز من رموز مقاومتنا وإنتصاراتنا
وكان السيد نصرالله قد توجّه في بداية الحفل إلى العائلتين العزيزتين آل سلامة وآل مغنية بأحرّ التعازي بمناسبة رحيل الحاجة آمنة سلامة مغنية، لافتاً إلى أن الله قد أنعم على الحاجة أم عماد بنعمة الهداية والإيمان بكل ما يعنيه ذلك من عبادة وعفّة منذ الصغر، كما أعطاها الله سبحانه وتعالى حسّ المسؤولية تجاه العائلة والناس والقضايا التي تعني الأمة، مشيراً إلى أن بيتها المبارك تحوّل إلى بيت من بيوت المقاومة.
وقال سماحته إن "الحاجة أم عماد لعبت دوراً تأسيسياً في العمل المقاوم والمؤسساتي والمنظم وعملت منذ البدايات بالعمل الخدماتي والثقافي، وساهمت في تأسيس العديد من الأنشطة و الإطر التنظيمية وهذا يبين ايمانها المبكر بالعمل الجماعي المنظم"، مبيّناً بأنها كانت "تتواصل مع العلماء وخصوصاً مع السيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين وعلماء آخرين".
ورأى السيد نصرالله أن ما يُسجل لأم عماد هو نجاحها في صنع الانسان المؤمن والمجاهد والمقاوم فأولادها الثلاثة كلهم شهداء وزاد في الأبناء حفيداً هو الشهيد جهاد، معتبراً بأنها كانت نموذجا للمرأة المؤمنة والصابرة والمسلمة لأمر الله والراضية بمشيئة الله والمفتخرة لما اختاره الله تعالى لأبنائها.
وأشار سماحته إلى أن "أم عماد قدمت للحركة الجهادية لهذه الأمّة قائداً استثنائياً هو الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، وواكبت شخصيته بشكل دائم وكانت حاضرة في مختلف القرارات والخيارات المصيرية التي اتخذها، كما حضرت بقوة بعد استشهاد الحاج عماد رغم كبر سنها، وكانت تخوض معنا وفي موقع متقدم معركة الحرب النفسية والاعلامية وكانت فاعلة في معركة التثبيت في مقابل تثبيط العزائم"، مبيّناً أن "الراحلة كانت تعتبر نشاطها استمراراً لمسيرة أبنائها الشهداء".
ولفت السيد نصر الله إلى أن الحاجة ام عماد كانت في كل مناسبة وبيت تشد العزائم وتقوي الهمم والارادات وهنا دورها لأنها من قلب الحدث، مشدداً على أنها رمز من رموز مقاومتنا وجهادنا وصمودنا وإنتصاراتنا وستبقى كذلك إنشاءالله.
للإطلاع على النصل الكامل لكلمة الأمين العام لحزب الله يُرجى الضغط هنا