عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى بيروت صباح اليوم، بعد ترؤسه وفد لبنان إلى الأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين.
وفي دردشة مع الصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى بيروت، تناولت ملفات عدّة، قال الرئيس عون في الملف الحكومي إنه "إذا لم نتمكن من تأليف حكومة ائتلافية، فلتؤلف عندها حكومة أكثرية وفقاً للقواعد المعمول بها، ومن لا يريد المشاركة فليخرج منها". وأضاف: "بعد عودتي إلى بيروت، إذا كانوا قد أعدّوا صيغة حكومية سنطلع عليها وما إذا كانت تعتمد الوفاق لنقرر عندها ماذا سنفعل".
وعمّا إذا كان الأمر متوقفاً عند الرئيس المكلف، قال الرئيس عون: "إن الحل يتمثل بقيام أحد بأخذ المبادرة، ولكن ليس أنا من سيأخذها، ذلك أني لست في الجمهورية الأولى، فالكل يعيد التأكيد على جمهورية الطائف، حتى أن البعض نكر علي حقي في عدم قبولي تشكيلة حكومية، فيما الأمر ينص عليه الدستور. فليشرحوا لي معنى الشراكة". وأضاف: "لرئيس الحكومة الحق في المبادرة، رضي الأفرقاء أو لم يرضوا".
وعن الحملة التي تستهدفه، أكد الرئيس عون أنها "حملة شخصية ولكنها كاذبة، لذلك لا أتأثر بها، وهناك من لديه شغف بالشائعات التي يحبها الإنسان ويفضلها على الحقيقة".
وسئل الرئيس عون خلال دردشته مع الصحفيين عن "إعادة المقاومة إلى الأدبيات اللبنانية من على منبر الأمم المتحدة"، فأجاب: "لا يمكنني إنكار تاريخنا، وقد ذكرت وقائع في خطابي"، وسَأل عمّا فعله مجلس الأمن بعد صدور القرار 425 الملزم، مؤكداً أن "الاحتلال الإسرائيلي هو الذي أدى إلى قيام المقاومة المسلحة".
وفي السياق نفسه، أضاف الرئيس عون: "هل من أحد ينكر على المقاومة أنها أخرجت الإسرائيلي، أو أن ينكر الاعتداء الإسرائيلي عام 1993 وعناقيد الغضب عام 1996 أو مقابر المئة طفل التي خلفتها؟، وكم من مرة انتقمت اسرائيل من لبنان، إن من خلال استهدافها معامل الكهرباء أو عمليات الخطف العسكرية أو غيرها من العمليات؟".
وأعاد الرئيس عون التأكيد أن "حزب الله تصدى لأول هجوم لمجموعات إرهابية على لبنان من القصير"، قائلاً: "كلنا نحارب الإرهاب في لبنان، ولست أنا من أحيي المقاومة، بل أتحدث عن تاريخ لبنان، ذلك أن المقاومة تعيش بقدراتها والأزمة السورية جعلت حزب الله ضمن القضية الإقليمية".
وعن الإبقاء على ربط الحل السياسي في سوريا بعودة النازحين، شدد الرئيس عون على "وجود إصرار للإبقاء على الموقف الدولي المؤيد لهذا الربط، خصوصا أن هناك خلفية معينة متعلقة بالأوجه الكثيرة للسياسة".
وعن احتمال فرض عقوبات أميركية على لبنان ومدى ارتباط ذلك بمنع عودة النازحين، قال الرئيس عون: "ليست هناك اليوم قواعد للتعاون، لا أحد يعلم ماذا سيقرر الرئيس الأميركي".
وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في لبنان، أكد عون أن "لبنان وضع الخطة الاقتصادية التي سيعمل عليها وفقاً لمقررات مؤتمر "سيدر"، ونحن في انتظار الحكومة"، وأضاف: "إن الأزمة الاقتصادية صعبة ولكنها قابلة للحل، ويمكننا القيام بالعديد من الأمور في هذا المجال، وقد بدأنا بمحاربة الفساد بعد أن حاربنا الإرهاب، ويحب تنظيف الإدارة واعتماد الاقتصاد الإنتاجي بدل الريعي الذي يؤدي إلى خسارة مؤكدة، والأمثلة على الخسائر كثيرة".