
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:
ونحن نعيش ذكرى اتفاقية الذل والعار في أوسلو ندرك مدى صوابية مواقف القوى التي يتشكل منها محور المقاومة وقتها عندما رفضت هذه الاتفاقية واعتبرتها بداية مشروع تصفية القضية الفلسطينية وقلنا حينها لمن وقَّع أنكم عندما تتنازلون عن حق ولو بسيط فإن ذلك سيكون مدعاة لمطالبتكم بتنازلات أكبر، وان الكيان الصهيوني لن يتنازل لكم عن شبر من أرض فلسطين، ولن يعطيكم الدولة المسخ التي يعدكم بها الآن، وسيتراجع عن كل التزاماته وستكون الولايات المتحدة الأميركية داعماً له في كل ما يريد. في الثالث عشر من شهر أيلول نستذكر شهداء جسر المطار الذين سقطوا بقرار سياسي أراد أن يمرر هذه الاتفاقية دون اعتراضات لأنه يُمني النفس في الدخول في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ظلت الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني يسعيان إليه حتى أسقطه محور المقاومة بالضربة القاضية في العام 2006.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للوضع السياسي في لبنان والمنطقة نعلن ما يلي:
أولاً: ندعو الدول العربية والإسلامية وبالأخص السلطة الفلسطينية إلى الاستفادة من دروس التاريخ إذ بعد خمس وعشرين سنة من اتفاقية أوسلو وصل الأمر إلى التنكر للدولة التي وعدوا بها وإلى إخراج القدس من التسوية وإلى اعتبار دولة الكيان هي دولة يهودية لا يحق لغير اليهود فيها باكتساب المواطنية الكاملة. وعليه فإن الواقع اليوم يقول أن الجزء المحرر من فلسطين هو فقط قطاع غزة الذي لم يحرر بسب الاتفاقيات بل بسبب المقاومة وعلى الجميع وخاصة السلطة الفلسطينية العودة لخيار المقاومة الذي هو وحده طريق تحرير فلسطين.
ثانياً: ما كشفه وزير المواصلات والشؤون الاستخبارية في حكومة العدو يسرائيل كاتس عن وجود مخطط أميركي يجري العمل على صياغته في أروقة البيت الأبيض يهدف لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم في الأردن وسورية ولبنان والعراق، يؤكد ما أكدنا عليه مراراً وتكراراً أن العدو الصهيوني ومن ورائه الإدارة الأميركية يريدان إلغاء حق العودة من خلال التوطين وبالتالي يجب على الدول المتضررة اتخاذ الإجراءات التي تُفشل هذا المشروع، لا أن يكونوا مساهمين في هذه المؤامرة الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
ثالثاً: إن إتهام رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو للدول الأوروبية بمهادنة إيران هو سعي منه لإكمال الحصار على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإضعافها عن مواصلة دعمها للقضية الفلسطينية والشعوب المستضعفة، وهذا يدل على صوابية التوجه السياسي الإيراني وصدقيته وهو دليل على عمالة وتواطؤ الدول والقوى والشخصيات التي تعمل اليوم على محاربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كل ذلك لأنها لا تريد التراجع عن تبنيها ودعمها للقضية الفلسطينية.
رابعاً: نوهنا باستمرار المبادرة الروسية لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم خاصة مع انضمام دول كثيرة لهذا المشروع آخرها المغرب ما من شأنه تسهيل عملية العودة وندعو من لا يزال يترقب تطورات ميدانية تؤدي لتراجع الحكومة السورية وهزيمتها إلى ترك الرهان على هذا الأمر فإن النصر النهائي بات قريباً جداً وعملية الالتحاق بالركب وإلا فإن تخلفه عنه سيؤدي إلى خسائر جسيمة تصيبه.
خامساً: إن بقاء الوضع في لبنان على هذه الحالة وعدم تشكيل الحكومة بعد انحصار المشاكل ووضوحها يضع رئيس الحكومة المكلف أمام مسؤوليته التي تفرض عليه أن يقدم تشكيلته متجاوزاً هذه المشكلة من خلال اعتماد معيار واحد لا يسمح لأحد بالاعتراض لأن الاستمرار في حالة الفراغ ستؤدي إلى ضياع البلد بالكامل ولن يتراجع الأطراف عن مطالبهم والمعيار الواحد هو الطريق الأسلم ، وإذا كان غير قادر على ذلك فليعلن اعتذاره ليصار إلى جولة مشاورات جديدة لاختيار من يستطيع تشكيل الحكومة.