الزميل علي المسمار في ذمة الله.. رحيل الإعلامي المتألق عقب مسيرة مميّزة في سجلّ الإعلام المقاوم (تقرير)
تاريخ النشر 13:06 04-01-2021الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
733
تلملم الأحرف بعضها بعضاً وتتسابق إلى مسامعنا، محاولة أن تخفف عنا خبر الرحيل، إلا أنها تختنق بعبرتها عندما نذكر اسمك.. ومع أننا نعلم بأن الموتَ يطرق أبوابنا في كل لحظة، إلا أن القلب يُكسر عندما يغادر من نحبّ.
الزميل علي المسمار في ذمة الله.. رحيل الإعلامي المتألق عقب مسيرة مميّزة في سجلّ الإعلام المقاوم (تقرير)
والراحل هذه المرة هو الزميل علي المسمار، والفاصل الذي كان يعدنا بالعودة من بعده انتهى، والبسمة التي لطالما كانت مشرقة على وجه الإعلامي الخلوق انطفأت، والحنجرة التي كانت كثيراً ما واكبت أخبار المقاومين وانتصاراتهم خفتت، هو الذي قاوم طيلة ثلاثة عقود من الزمن عبر أثير إذاعة النور وشاشة تلفزيون "المنار"، ثم قاوم المرض الخبيث على مدى سنتين، إلا أنَّ الموت باغته فأخذ الزميل علي المسمار من أسرته لترحل روحه إلى بارئها فجر هذا اليوم.
الصديق الجميل، والمقاتل بهدوء، والثابت والصامد في كل الحروب، والمجاهد الحقيقي، بهذه العبارات نعاه الكثير من الزملاء، هو الذي بدأ مسيرته المهنية من تلفزيون "الفجر" إلى إذاعة "صوت المستضعفين" لينتقل بعدها إلى إذاعة النور في العام 1995 ويعمل فيها لأكثر من عشر سنوات محرراً ومذيعاً للأخبار، ولعل أبرز ما أذاعه هو تحرير مدينة بنت جبيل في العام 2000.
واكب الزميل الراحل كل محطات المقاومة وأهمها كان تفاعله مع خبر مجزرة قانا الثانية عام 2006، حيث لم يستطع حبس دموعه، وهو لم يغب عن تقديم نشرة أخبار "المنار" يوم الاحتفال بالنصر الإلهي في أيلول من العام 2006.
منذ سنتين، قاوم المسمار مرض السرطان ما أجبره على الابتعاد عن العمل وخضع لعملية جراحية وكانت ناجحة، ليطل من جديد عبر شاشة "المنار" في آب من العام 2019، ولكن العودة لم تكن طويلة وقد كانت له كلمات شكر لكل من واكب وضعه الصحي.
غاب الزميل علي من جديد لاستكمال علاجه، إلا أنه لم يتمكن بعدها من العودة إلى المهنة التي أحبّ وأخلص العمل فيها.
علي المسمار.. صوتٌ سيبقى حاضراً حتى لو غيبّه الموت.