الأول من حزيران 1987.. ذكرى جريمة إغتيال الرئيس رشيد كرامي على يد رئيس حزب القوات اللبنانية (تقرير)
تاريخ النشر 08:28 01-06-2025 الكاتب: إلهام نجم المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
5

"عبثًا يراهنون على أميركا أو على الشيطان الرجيم، فلا كانتونات ولا فيديراليات ولا كونفيديراليات، بل لبنان بلد واحد سيد عربي حر مستقل"..

رشيد كرامي (تقرير)
رشيد كرامي (تقرير)

بهذه القناعات عاش الرئيس رشيد كرامي حتى لحظة شهادته، عمليةُ الاغتيال حصلت في الأوّل من حزيران عام 1987، على يد القوات اللبنانية وفي مقدمها الرأس المدبّر سمير جعجع.

عملية الاغتيال رُوِيت مراتٍ عدة، ولا بأس بإعادة التذكير، حيث يلفت العميد المتقاعد جمال موّاس، الذي كان مرافقاً شخصياً للرئيس الشهيد، بأنه  جرت العادة أنه وفي كل يوم اثنين، تأتي طائرة هيليكوبتر تابعة للجيش اللبناني فتصل إلى طرابلس في الساعة التاسعة صباحًا، وتهبط في معرض طرابلس مقابل منزل الرئيس كرامي الذي يخرج مباشرة إلى الطائرة، وكانت هذه الطائرة تأتي من قاعدة أدما الجوية، الموجودة في المنطقة التي تسيطر عليها القوات اللبنانية، وفي بعض الأوقات كانت الطائرة تتجه من أدما الى زغرتا لنقل وزير الداخلية يومذاك المرحوم عبدالله الراسي.

ويضيف العميد موّاس أنه بعد وصول الطائرة إلى طرابلس فتحت الباب ولم أجد شيئاً… صعد الرئيس الشهيد الى الطائرة وجلست أنا في الوسط بين الرئيس كرامي عن يميني والوزير الراسي عن يساري… وكانت الطائرة تقلّ أيضًا 16 شخصاً من المرافقين.. طارت الطائرة التي لم يدم وجودها في أرض المعرض أكثر من ثلاث دقائق

بعد 12 دقيقة، كانت الطائرة قد وصلت فوق نفق شكّا، حدث الانفجار عند الاستدارة فوق رأس شكا، بعد الانفجار، التفَتُّ نحو الرئيس كرامي فلم أجده، فالتفَتّ الى الجهة الثانية فوجدته ملقى في حضن المرحوم عبدالله الراسي، وكان الرئيس كرامي قد فارق الحياة.

اضطر قائد الطائرة للهبوط في مطار حالات، وهي لم تهبط على دواليبها، بل على بطنها… ولم يسمح بدخول أحد إلاّ بعد أن جاء الفنّيون ودخلوا الى الطائرة… ونقل الجميع الى مستشفى في مدينة جبيل.

سنوات مرّت قبل أن يقول القضاء كلمته، وكل الأدلة أثبتت تورّط القوات، فالمحاكمات التي جرت في عامي 1997 و1998 وباعترافات المتهمين والمستجوبين، أظهرت ان العبوة وضعت في جسم الطائرة خلف المقعد الذي كان الرئيس رشيد كرامي يجلس عليه ولا يستبدله بأي موقع آخر، بعد نزع «البطانة» المغلفة لجسم الطائرة خلف كرسي الرئيس الشهيد، ووضعت العبوة داخله ثم أُعيدت البطانة كما كانت. فالأمر دُبّر بمنتهى الدقّة.

في 26 من حزيران عام 1999، أي بعد 12 سنة من عملية الاغتيال، لفظ المجلس العدلي الحكم في قضية اغتيال الرئيس رشيد كرامي، الاعدام مخفّفًا الى الاشغال الشاقة المؤبدة لقائد القوات اللبنانية التي كانت حُظرت منذ آذار 1994 سمير جعجع، إضافة إلى الاعدام مخففًا الى الاشغال الشاقة عشر سنوات للعميد في الجيش اللبناني خليل مطر، أحكام لم ترضِ عائلة الرئيس الشهيد، التي بقيت في كل ذكرى تعبّر عن ألمها، وكان الموقف يأتي أولاً على لسان شقيقه الرئيس الراحل عمر كرامي ليتولى بعد ذلك النائب فيصل كرامي التعبير عنه، ومما قاله الأخير: "لك أن تهنأ يا سيدي حيث انت لأن رهاناتك هي التاي انتصرت، وأن دمك الذي سُفك ظلمًا وعدوانًا انتصر على قاتلك الذي لا يزال يُكابر وينكر ويخوض معاركه الفاشلة". 

وعلى الرغم من كل السنوات الماضية، وشمول جعجع بالعفو العام عام 2005، إلا أن جريمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي مع ما يمثله من دور مسالم ومكانة سياسية وانسانية وشعبية، بقيت وستبقى وصمة عار على تاريخ سمير جعجع وقواته اللبنانية.