الشيخ علي الخطيب: سلاح المقاومة وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار ولحفظ الكرامة في لبنان
تاريخ النشر 18:36 05-07-2025 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
4

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إن "كل خطاب يؤجج الفتنة المذهبية هو رسالة ضد ثورة عاشوراء وضد خطاب الإمام الحسين (ع)".

الشيخ علي الخطيب في حسينية بلدة الوردانية
الشيخ علي الخطيب في حسينية بلدة الوردانية

وخلال المجلس العاشورائي الذي أقيم في حسينية بلدة الوردانية بجبل لبنان، أشار الشيخ علي الخطيب إلى أن "المذاهب والأديان التي تُمزّق شمل المجتمع وتفرّقه في الاجتماع السياسي هذه ليست أديان وهذه ليست مذاهب دينية"، وأضاف أن "أن حياتنا واحدة في لبنان، فلبنان إما أن يبقى وإما ألا يبقى، إما أن نبقى جميعًا أو يختلّ هذا الوجود ويختفي هذا اللبنان من الوجود"، لافتًا إلى أنّ "المسَّ بهذا التوازن والمسَّ بوحدة المجتمع وهذه الطريقة التي تستخدم اليوم في لبنان "المذهبية والطائفية" تستخدم في الاجتماع السياسي وتوجيه العداء لطائفة معينة ضدّ طائفة أخرى، هذا عين الفساد وهذا عين الخطر".

وتابع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى قائلاً: "هل هذا في مصلحة لبنان وفي بقاء لبنان؟ على الإطلاق، نتأسف أن بعض القوى التي تنسب نفسها لدين معين وهذا الدين منها براء، حينما تستثير العداء لطائفة معينة في لبنان بكلّ وقاحة وتطلب من العدوّ "الإسرائيلي" أن يأتي ويُخلّصها من هذه الفئة، أين الوطنية هنا؟ هل في هذا مصلحة للبنان ومصلحة للبنانيين أن يُستثار اللبنانيون بعضهم على بعض، أن نخلق العداء بين الفئات اللبنانية جميعًا، أي مصلحة فيها؟"

وأردف الشيخ علي الخطيب قائلًا "هؤلاء الذين يحققون من الطائفية السياسية مصالحهم الخاصة، أدخلوا البلاد في حرب أهلية ما زلنا نجتر آثارها إلى الآن، هم لا مشكلة لديهم لأنهم المنتفعون، ولأن هذا يؤمّن لهم استمرارهم في السلطة واستمرارهم في تقسيم مغانم السلطة".

ولفت نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى أنّ "الذين دفعوا الأثمان فهو اللبنانيون جميعًا، كلّ اللبنانيين دفعوا الأثمان مسيحيون ومسلمون"، وأضاف "في الاجتماع السياسي لا يُقال مسلم ومسيحي، هناك حقوق وواجبات، هناك علاقة متبادلة، أما نحن جميعًا فاجتماعنا اجتماع واحد، كما أننا لا نستطيع تقسيم الهواء، أن نقول هذا القسم للمسلمين وهذا القسم للمسيحيين، هل هذا منطق؟ الموجود في لبنان هو اللامنطق، هنا أساس مشكلتنا وأساس ضعفنا أمام العدوّ "الإسرائيلي" الذي بهذا الانقسام يحقق مصلحته، وليس لأي فئة من اللبنانيين على الإطلاق".

وأردف الشيخ علي الخطيب "هذه المشكلة المستمرة منذ إنشاء هذا البلد على أساس الطائفية السياسية، ماذا حققت للمسيحيين؟ المسيحيون أصبحوا أقلية في لبنان بعد أن كانوا أكثرية، فهي أول ما أضرت بالمسيحيين كما أضرت بالمسلمين، لم يكن وضع المسلمين أفضل من وضع المسيحيين في الوضع الاقتصادي المنهار وعدم الأمن".

وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إن "هذا العدوان الإسرائيلي الذي يستغل هذه الانقسامات ويقوم بحروبه المتتالية على لبنان ويستفز اللبنانيين ويُدخلهم في مشاكل وفي مواجهة داخلية في ما بينهم"، وأضاف "العدو الإسرائيلي هو الذي يستفيد من هذا الوضع ومن هذا الانقسام الطائفي"، مشيرًا إلى أنّ "الذين ينفخون في نار الطائفية هؤلاء إنما يخدمون عدوهم ويخدمون "إسرائيل" ويضعفون بلدهم".

وتابع الشيخ علي الخطيب "المقاومة التي اضطرّ إليها أبناء الطائفة الشيعية وحملوا السلاح، لماذا؟ لأن ليس هناك دولة قامت بمواجهة العدوّ وبحفظ سيادتها وبحفظ أبنائها وحفظ كرامتهم"، وأوضح "الذين حملوا السلاح اضطرّوا إلى حمل السلاح"، وسأل "هل هناك عاقل يفكر أن أبناء الطائفة الشيعية أو أي طائفة أخرى تقدم هذه التضحيات الكبيرة هكذا حبًا في تقديم التضحيات؟ أن تعيش حالة اللااستقرار وحالة الحرب الدائمة حبًا بالحرب وحبًا بعدم الاستقرار وبضياع مصالحها وأبنائها واستشهاد أبنائها، هل هذا منطق؟ إنهم يتكلمون اللامنطق"، مؤكدًا أن "من مصلحتنا أن تكون هناك دولة وأن تقوم هي بواجب الدفاع عن كل لبنان وواجب الدفاع عن جنوب لبنان وعن كلّ محافظات لبنان، حينما تقوم الدولة بواجبها فهي تخفف عنا، لأن هذا واجب اللبنانيين جميعًا، والدولة المفترض أنها تمثل مصالح اللبنانيين جميعًا".

وأضاف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن "حينما يتهموننا بأننا نريد الاحتفاظ بالسلاح، نحن لا نريد الاحتفاظ بالسلاح، السلاح هو وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار ولحفظ الكرامة، لكن حينما لا تقوم الدولة بواجباتها وحينما لا يكون هناك ضمانات، أنتم تعرفون هذا العدوّ الغادر والمخادع الذي لا يتورّع على الإطلاق في أن يعتدي، وله أطماع في لبنان وهو يريد الانتقام من المقاومة ومن البيئة التي حمت المقاومة وحمت هذه المقاومة، كيف يمكن لنا أن نُسلّم السلاح؟ لمن نُسلّم السلاح؟ الجيش اللبناني مع الاحترام الكبير لهذا الجيش المظلوم، هذا الجيش اللبناني الوطني الذي لم يُعطَ الإمكانيات للدفاع عن حدود لبنان وعن كرامته وكرامة اللبنانيين، لأن كرامة الجيش هي من كرامة اللبنانيين"، لافتًا إلى أنّ "الجيش يُمنع من أخذ السلاح الذي يصادره في الجنوب اللبناني ويؤمر من القيادة السياسية بتفجيره، هل السلطة تريد أن يتسلح الجيش اللبناني وأن يطمئن الجنوبيون واللبنانيون جميعًا أنهم في مأمن من غدر هذا العدو؟".

وأردف الشيخ علي الخطيب أنّ "الذي نسمعه هو أمر غير منطقي، كلّ إنسان لديه كرامة ولديه حسّ وطني، كيف يقبل على نفسه، لأن هذا الموضوع ليس موضوعًا شيعيًا، هذا موضوع وطني أيها اللبنانيون، حينما يُعتدى على أي نقطة في لبنان في جنوبه أو شرقه أو شماله أو في وسطه إنما يُعتدى على كلّ لبنان، لأن السيادة لا تتجزأ". وأضاف "أنت حينما ترى أن العدوان "الإسرائيلي" يصيب في منطقة معينة ويريد أن يُفهِم اللبنانيين جميعًا أنه إذا وقفتم للدفاع عن سيادتكم فسوف يصير مصيركم مصير المناطق التي ضربناها، لكن تأكدوا أنه إنما يحتال عليكم حتّى إذا تخليتم عن المقاومة سيأتيكم، لأن أطماعه لا تنحسر في المناطق الشيعية في لبنان وإنما أطماعه في لبنان كلّ لبنان، وكلّ  الشعب اللبناني مستهدف من العدو، في أبنائه الأذكياء، في قدراته الخارقة، في المجتمع اللبناني المتعلم والمتميّز والمتنوع الذي يعطي الصورة المضادة للعدو "الإسرائيلي"، العدوّ "الإسرائيلي" لا يستطيع أن يتحمل هذا الوجود على حدوده، هو الآن يذهب إلى إيران ليعتدي عليها ويهدّد تركيا ويهدّد السعودية ويهدّد مصر، أخطاره تتسع إلى هذه الأبعاد، هل نقبل نحن بهذا؟".

وتابع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالقول إن "أيها اللبنانيون من أي فئة كنتم ولأي طائفة انتميتم: هل ستكونون في مأمن حينما يؤخذ السلاح من المقاومة؟ لن تكونوا في مأمن وستقولون: أُكِلنا اليوم كما أُكِل الثور الأبيض"، لافتًا إلى أنّ "وقوفنا جميعًا في مواجهة العدوّ "الإسرائيلي" الذي يشكّل خطرًا على كلّ لبنان، فيه مأمن لأنفسنا، المقاومة أنجزت، الذين يقولون ماذا أنجزت المقاومة، نقول لهم أن المقاومة أنجزت تحرير عام 2000 وعام 2006 واستطاعت أن تُفشل العدوّ "الإسرائيلي"، صحيح أن المقاومة تعرّضت لما تعرّضت إليه وسقط منها الشهداء الكبار، وهناك الخسائر في البيوت وفي الأملاك، هذا طبيعي في الحروب، أنتم ترون بيئة المقاومة وأنتم كلكم جمهور المقاومة، أنتم كلكم رأيتم الخسائر المادية، ولكن كيف ترون الذين خسروا بيوتهم وخسروا أعمالهم كيف ترونهم؟ هل تخلوا عن المقاومة؟ لأنهم يدركون أنهم إنْ تخلوا عن المقاومة تخلوا عن وجودهم وتخلوا عن لبنان".

ودعا الشيخ علي الخطيب إلى أنّ "تعي القوى السياسية خطورة ما تطرحه من الإصرار على نزع سلاح المقاومة، لا نزع لسلاح المقاومة، الذي يطرح نزع سلاح المقاومة يطرح نزع روح لبنان، لبنان باقٍ باقٍ بكلّ طوائفه موحدًا إن شاء الله، والسلاح هذا ليس له حلّ إلا بالحوار كما طرح فخامة رئيس الجمهورية من خلال الحوار، وبالحوار نتمكّن من معرفة كيف يمكن لنا أن نستفيد من هذا السلاح لحفظ أمن لبنان وكرامة اللبنانيين".