الجرحى يردون على رسالة الشيخ قاسم: لم يكن جرحنا نهاية بل بداية جديدة لنضال مستمر
تاريخ النشر 18:13 07-02-2025الكاتب: إذاعة النورالمصدر: بيانالبلد: محلي
13
رد جرحى المقاومة الاسلامية على الرسالة التي وجهها سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم بمناسبة يوم الجريح في الثالث من شعبان، مؤكدين ان جراحهم لم تكن نهايةً، بل بدايةً جديدةً لنضالٍ مستمر
الجرحى يردون على رسالة الشيخ قاسم: لم يكن جرحنا نهاية بل بداية جديدة لنضال مستمر.
وجاء في الرسالة ما يلي :
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إلى سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم (حفظه الله)،
لقد وصلتنا كلماتكم المباركة كنبضٍ حيٍّ في عروقنا، تؤكد لنا أن جراحنا لم تكن يومًا عائقًا، بل كانت جسرًا للمزيد من العطاء والتضحية.
لم يكن جرحنا نهايةً، بل بدايةً جديدةً لنضالٍ مستمر، نُلهم به الأجيال، ونشدّ به عزم المجاهدين، ونكون منارات صبر وثبات لمن حمل راية المقاومة.
وكما كان جرح أبي الفضل العباس (عليه السلام) شهادةً على وفائه وثباته، كذلك جراحنا شهادةٌ على ولائنا للمقاومة. فلا تزال أصواتنا تهتف بالحق، وأيدينا المقطوعة تواصل العمل، وبعيونٍ مطفأةٍ ينيرها قلبٌ ينبض بالعهد الذي قطعناه لله ولدماء الشهداء، فتلهمنا البصيرة.
ونحن الجرحى ماضون في المسيرة، ونعلم يقينًا أن جرحنا الأكبر هو فقد قائدنا، سماحة السيد حسن نصر الله، الذي لا يزال يقودنا من نصرٍ إلى نصر تحت راية الحق، تحت راية المقاومة، تحت رايتكم المباركة.
نُعلنها بوضوح: لن تهدأ عزائمنا، ولن تضعف إرادتنا، وسنظل في كل ساحةٍ ننشر روح الصمود، لأننا نعلم أن الله معنا في كل ساحة من ساحات الجهاد، حتى يتحقق نصر الله.
يا أميننا العام كلماتُكم لامست جراحنا كما تلامس النسائم الطاهرة جروح المجاهدين، فبارك الله لنا بك أبًا وناصحًا وسندًا. ونحنُ، النساء الجريحات، اللواتي كُتب عليهنّ أن يكنّ امتدادًا لزينب (عليها السلام)، نقولُ لك وللعالم أجمع: لقد تعلمنا من سيدتنا أن الجراح ليست نهاية، بل بدايةُ الرسالة
نعم، أصابتنا جراح العدو الغادر، لكنها لم ولن تُضعف فينا روح المقاومة، ولم تُسكت فينا صوت زينب يوم وقفت في مجلس الطاغية، شامخةً، قويةً، ثابتةً، صادحةً بالحق، قائلةً: "فوالله لا تمحو ذكرنا". ونحن على خطاها، نقولها بكل يقين: لن يمحو جرحٌ عزيمتَنا
جرحُنا ليس إلا شاهدًا على صمودنا، ومسيرتنا اليوم هي المسيرة ذاتها التي بدأت منذ كربلاء، نحمل نفس العهد، باتت جراحنا تربي أبناءنا على حب الجهاد، ثابتاتٍ، صابراتٍ، محتسباتٍ، لا يَهُزّنا وجعٌ ولا يُسقطنا نزفٌ.
أميننا العام، نحنُ النساء الجريحات، نقف لنقول لك: كما كانت زينبُ صدى الحسين، نحنُ صدى المقاومة، وإن أُصيبَت أجسادُنا، ستبقى أرواحُنا طاهرةً تحمل لواء المجاهدين، حتى يتحقق النصر، وحتى يعلو الحق، وحتى نلقى الله ونحنُ على العهد ثابتات.
الأب العزيز نحنُ أولادك الجرحى، الذين أنعمت عليهم العناية الإلهية أن يكونوا جزءًا من هذا الطريق المقدس، نتوجه إليك بالشكر والامتنان على كلماتك الأبوية الصادقة التي كانت مثل يدٍ حنونة تمسح على رؤوسنا كحضنٍ دافئٍ يملؤنا قوةً وأمانًا، وزادتنا يقينًا بأن جراحنا ليست إلا وسام شرف
لقد تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن الجهاد ليس مقتصرًا على السلاح، بل هو إيمانٌ وصبرٌ وثبات. تعلمنا أن كل جرح نحمله هو حكاية انتصار، وأن كل دمعة سقطت من وجعنا لن تكون إلا بذرًا لزهر النصر والتحرير.
والدنا الغالي، نحنُ أبناء المقاومة، لن نستسلم لآلامنا، بل سنجعلها دافعًا لمزيدٍ من العطاء والتضحية. جراحنا لن تمنعنا من حمل الراية، بل ستكون أجنحةً نحلق بها في سماء الكرامة، تمامًا كما حلق سيدنا العباس (عليه السلام) بجناحيه في الجنة.
نعدك أن نكبر ونحن نحمل الحب في قلوبنا والعمل في عقولنا والقوة في أيدينا، حتى يتحقق وعد الله، ويُكسر المحتل
شكرًا لك يا والدنا على كلماتك التي مسحت عنّا وجع الجراح، وإننا نرد عليك بكلمات أبي الفضل العباس (عليه السلام) يوم كربلاء: "والله إن قطعتم يميني، إني أُحامي أبدًا عن ديني".