فالمصارف التي جنت مليارات الدولارات كأرباح جراء السياسات السابقة استكثرت على الناس جزءاً من ملياراتها، فتبرعت مجتمعةً بستة ملايين دولار فقط لشراء أجهزة تنفس صناعي، متناسيةً حقوق المودعين الصغار.

وسبب تعاطي المصارف يردّه

رئيس تحرير مجلة "الإعمار والاقتصاد" الدكتور حسن مقلد يردّ تعاطي المصارف "غير المسؤول" إلى جملة أسباب، أبرزها الضغوط والتداخل بين المصرفيين والسياسيين، والسعي لإيجاد سبلٍ لجني الأرباح والاحتفاظ بالسيولة، لا سيما في ظل غياب سياساتٍ وأطرٍ ناظمة.

ويضيف مقلّد إن رؤية تعاطي الحكومة مع المصارف لم تتضح حتى هذه اللحظة، لذا فإن المطلوب أولاً حماية صغار المودعين وتأمين احتياجاتهم الأساسية وتحويلاتهم من العملات الصعبة، والتي تتراوح بين 200 و300 مليون دولار كحد أقصى، علماً بأن معاييرَ محدّدة يجب أن توضع أيضاً لعمليات الاستيراد وكبار المودعين.

إذاً تعاطي المصارف منذ سنوات طويلة كان يقوم على تحقيق الأرباح دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح البلاد والمودِعين، ولمّا تعرضت البلاد لأزمة "كورونا" تجلى أكثر استهتار أصحاب المصارف بالمصلحة العامة للناس.