
أعلنت وزارة الخارجية الروسية وقف العمل بمبادرة البحر الأسود اعتباراً من 18 يوليو/ تموز، وسحبها ضمانات سلامة الملاحة وتفعيل نظام "منطقة خطرة مؤقتاً" في المياه الشمالية الغربية للبحر الأسود.
وأشارت موسكو إلى أن أوكرانيا استخدمت الموانئ التي تسيطر عليها وممر تصدير الحبوب لتنفيذ هجمات إرهابية، معربةً عن استعدادها للنظر في استئناف صفقة الحبوب "فقط في حال تم الحصول على نتائج ملموسة وليس مجرد وعود وتأكيدات من
الغرب". فما هي أبرز نقاط اتفاقية الحبوب وما هي أهميتها ؟
أبرم اتفاق الحبوب بمبادرة من أنقرة بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في 22 يوليو/ تموز 2022، وتبلغ فتره سريانه 120 يوماً على أن يمدد بشكل تلقائي ما لم يعارض أحد التمديد.
ومنذ إبرام الاتفاق تم تمديده ثلاث مرات، وآخر مرة مددت الصفقة في 17 مايو/ أيار الماضي لمدة شهرين.
وينص الاتفاق على سماح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ هي أوديسا تشورنومورسك ويوجني عبر ممر فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق الدولية.
إلا أن العقوبات الغربية وقفت حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاق، حيث لم تنفذ الدول الغربية تعهداتها بعدم تقييد حركة الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب والزيوت والغذاء، فيما تعاقب شركات التأمين وخدمات السفن التي تتعامل مع روسيا.
وحذرت روسيا مراراً من احتمال انسحابها من الاتفاق، ودعت الجهات المشاركة إلى تنفيذ تعهداتها، ومن خلال قرارها اليوم تعمل موسكو على لفت الانتباه بأن جزءها من الصفقة لا ينفذ.
وبناء على حسابات وكالة "نوفوستي"، التي استندت لبيانات الأمم المتحدة وجهات رسمية في أوكرانيا، فإن أوكرانيا قد تخسر ما يصل إلى نصف مليار دولار شهرياً جراء توقف الصفقة، فبين أغسطس/ آب 2022 ويونيو / حزيران 2023 صدرت أوكرانيا 50.6 مليون طن من الحبوب بقيمة اقتربت من 10 مليارات دولار ويشحن الجزء الأكبر من الصادرات عبر 3 موانئ أوكرانية.
صفقة الحبوب.. 12% فقط من الشحنات اتجهت إلى إفريقيا
الهدف الأساسي للصفقة هو تصدير الحبوب للبلدان المحتاجة بما في ذلك إفريقيا، لكن ذلك لم يتحقق، إذ تشير بيانات لمركز التنسيق المشترك في اسطنبول إلى أن جزءاً صغيراً اتجه إلى الدول المحتاجة أما معظم الشحنات اتجهت إلى الغرب.
وأظهرت البيانات، أن 12% فقط من شحنات الحبوب والمواد الغذائية المصدرة من أوكرانيا في إطار "مبادرة البحر الأسود" اتجهت إلى إفريقيا.
بالتفصيل، 40% من الشحنات اتجهت إلى أوروبا الغربية، فيما قرابة 46% شحنت إلى آسيا، وحوالي 1% إلى دول أوروبا الشرقية. بشكل عام وردت الشحنات إلى 45 دولة في العالم.
عقب إعلان الكرملين توقف اتفاق الحبوب، قفزت أسعار القمح في الأسواق العالمية بأكثر من 3%، وصعدت العقود الآجلة للذهب الأصفر إلى 683 دولار للبوشل (وحدة قياس وزن الحبوب في الأسواق العالمية)، بحسب بيانات وكالة "بلومبرغ".