تاريخ النشر 17:13 01-11-2020الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
162
فايروس كورونا الذي يواصل تمدده في لبنان من دون أن يفرق بين أحد أو آخر ... فكان لإذاعة النور حصة من هذا الوباء العالمي الذي أودى بحياة الزميلة فاطمة مزنر... وبعد وداعها كيف تحضر الراحلة مزنر في ذاكرة محبيها وزملائها.
فاطمة مزنر صوتٌ مفعمٌ بالعطاء خطفه "كورونا" من أسرة إذاعة النور.. ماذا قال الإعلاميون الزملاء عن الراحلة العزيزة؟
"ما زلنا فعلاً بين تماس وتقلبات الحنين والأنين والحزن والتساؤل أين فاطمة؟! كيف ذهبت فاطمة؟!"
تجتاحنا الذكريات بعجل على ابواب الفقد، وتعاجلنا الأماكن بالأحاديث والصور، فهنا كانت الضحكات تمحي تعب الأيام، وهنا نُسجت علاقات الأخوة وعُبدت مسيرة الحياة فكانت إذاعة النور الأسرة الثانية بما للكلمة من معنى.
عودة بالذاكرة وشهادات من زملاء الراحلة فاطمة مزنر... "ثلاثون عاماً والأخت فاطمة هي هي لا تتغير، بأخلاقها وتفانيها وحبها للعمل، لم تترك مجالاً لمساعدة الزملاء إلا وكانت المبادرة إليه"... "كانت جادة في عملها، ما في حدا يطلب منها خدمة، وهذه ميزة موجودة عندهـا، إذا تستطيع أن تلبي أو تقضي حاجة الأخ أو الأخت ما كانت بتقصر بهذا الموضوع، وأنا من الأشخاص الذين خدمتهم بكذا محل"..."كانت مصداق للحديث: صدقة العلم نشره، ما كانت تبخل علي وعلى الزملاء والمتدربين بأي معلومة بأي توجيه، على المستوى الفردي كانت أتقاسم معها منذ سنين نفس الغرفة والمكتب، كانت فعلاً تفرح لفرحنا وتحزن لحزنا وتحمل هم كل واحد"..."كانت دائماً ما تحرص الصبح أن تسلم على الجميع، تتطمن عليهم وتتبع أخبارهم، الغائب تسأل عنه لماذا غائب؟ كان لديها حرص على هذا الأمر في كل يوم تأتي فيه"..."كانت بمجال عملها مبدعة مجدة مثابرة تبحث عن الفرص لتنمية شخصيتها الإعلامية حتى وصلت إلى مرحلة لديها شخصية ناضجة يعتمد عليها في بناء الأفكار الجديدة".
ولأن كورونا فتك بزميلتنا فأفجعنا برحيلها كانت هذه الوصايا على لسان الزملاء ...."اللي صاب الحجة فاطمة مزنر، بسبب استهتار شخص ما، وعدم التزامك بالحجر الصحي يتسبب بموت ناس بسببك"..."الحجة غادرتنا، وتركت حزن عميق بقلوبنا، لكن المحزن أكثر أن هناك ناس مصدقة أن لا وجود لمرض أسمه كورونا"..."خسرنا عزيز بهذا الفيروس وهي كانت حاملة لواء التوعية، وكانت دائماً تقوم بنويهات بهذا المجال، واريد أن أطلب من الكل أن لا تخسروا عزيزاً مثلما خسرنا الحجة فاطمة"..."كورونا ليس وهماً، إنه حقيقة، وحقيقة مرة ومؤلمة، والعزيزة الحجة فاطمة خير مثال، فإحذروه".
لعل الكلمات تصطف الواحدة تلو الأخرى والحرف بجانب الحرف يحوكون مقام الوداع ليليق بمقام الرحيل .. الذي طبع في القلب بصمة وفي الذاكرة الكثير الكثير.