بقي تمددُ فيروس "كورونا" في مختلف المناطق اللبنانية والارتفاعُ المتصاعد للحصيلة اليومية الخطرَ الأكبر، الذي يهدد الأمن الصحي في لبنان،
وسط مخاوف من عجز المستشفيات اللبنانية عن استيعاب المرضى المصابين بهذا الوباء في ضوء الإمكانيات المتواضعة، لا سيما اجهزة التنفس والأسّرة.
وفي السياق، توقّع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن أن ترتفع إيجابية الفحوصات خلال الأسابيع المقبلة، مؤكداً أنه ليس مبرراً لأي مواطن تحت أي ذريعة أن يستهتر بالإجراءات الوقائية من فيروس "كورونا".
وفي حديث لقناة "المنار"، أشار الوزير حسن إلى وجود تحديات أساسية اليوم، أبرزها وجود ستين سريراً مخصصاً لـ"كورونا" فقط في المستشفيات التي تم تجهيزها.
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أكد أن لبنان فقد السيطرة على فيروس "كورونا" المستجد بسبب الفوضى التي كانت قائمة في الأسابيع الماضية، لافتاً إلى أنه منذ بداية شهر كانون الأول الماضي حتى اليوم دخل نحو مئة مريض العناية الفائقة.
وفي حديث تلفزيوني، أشار عراجي إلى أن عدد الوفيات بلغ 422 خلال شهر واحد، كما أن نسبة الإشغال في العناية الفائقة تجاوزت التسعين بالمئة، معلناً أن لجنة الصحة النيابية قد تصدر توصية بإغلاق البلد.
مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال للشؤون الصحية بترا خوري حذرت من أن أرقام الإصابات بـ"كورونا" ستتخطى المتوقع، ما يؤكد حتمية اتخاذ قرارات سريعة خلال العام الجديد، متحدثة عن تغييرات جذرية بطريقة مواجهة التحديات.
ولفتت خوري إلى أن لبنان مقبل على مرحلة صعبة، خصوصاً في كانون الثاني الحالي وشباط المقبل، إذ لا أسرّة في العناية الفائقة، موضحةً أن المشكلة متشعبة جداً ولبنان بحاجة إلى تغيير في سلوك المواطنين.
رئيس اللجنة الوطنية للأمراض السارية والجرثومية في لبنان عبد الرحمن البزري توقع أن ترتفع نسب الإصابات بـ"كورونا" بشكل كبير بدءاً من منتصف الأسبوع الأول بعد نهاية الأعياد، قائلاً في حديث صحفي: "إننا قد نصل إلى الذروة ويفوق عدد المصابين في اليوم الواحد الثلاثة آلاف شخص فتكون النسب صارخة"، مضيفاً: "بعدها ستهدأ الأمور بفعل تراجع التخالط الاجتماعي وانتهاء المناسبات وعودة الكثيرين من المسافرين إلى بلدانهم".
بدوره، حذر الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة من أنّ مستشفيات بيروت لم تعد قادرة على استيعاب إصابات جديدة، وأن المعنيّين يدرسون إمكانيّة نقل المصابين إلى مستشفيات خارج بيروت وجبل لبنان.
وفي حديث تلفزيوني، أشار كتانة إلى أن الخطورة كبيرة بالنسبة إلى قدرة المستشفيات على الإستيعاب، لأن هناك مستشفيات قد تعتبر أنّ الأولويّة هي للشباب لا لكبار السن، وأُخرى لم يعد لديها أي سرير شاغر لاستقبال المرضى.