فهذا الكيان المؤقت يعاني الكثير، واليوم، فتحت شرطة العدو تحقيقاً في سرقة دبابة من قاعدة تدريب للجيش، حيث أفاد الإعلام العبري عن العثور عليها في ساحة خردة بمنطقة نيشر بالقرب من حيفا، فعلام يؤشر هذا الحدث وغيره؟ سألنا الخبير في الشأن "الاسرائيلي" حسن حجازي، فأجاب بأنّ هناك نوع من التسيّيب في قواعد جيش الاحتلال، ولم يعد جيش الاحتلال قادراً على حماية قواعده العسكريّة، ويشير حجازي إلى أنّ القدرة على سحب آلية بحجم دبابة هذا يؤكد على أن المسألة أخطر وأبعد بكثير مما كانت عليه بالسابق، بحيث أنّ هناك عملية انهيار لمنظمة حماية المنشآت العسكريّة.

ويشير حجازي إلى أن مشكلة الكيان الصهيوني بنيوية، تبدأ بالجيش ولا تنتهي، ويضيف:"هذه المشكلة تعود إلى المفاهيم التي باتت تتحطّم في كيان الاحتلال،ومنها مفهوم الخدمة العسكريّة الذي تعرض كذلك لضرر كبير، حيث هناك شكوك على مستوى المجتمع الصهيوني في القيادة العسكريّة والقيادة السياسيّة، وبات الجنود أمام حالة من التململ الداخليّ، لذلك فإن هذه المشكلة هي بنيوية جوهرية، والصهاينة فقدوا رؤيتهم المتفائلة بالمستقبل وفقدوا حتى ثقتهم بالمؤسّسات ما أثّر على علاقتهم بالكيان على المستوى الإيديولوجي".

ما بين مظاهرات المستوطنين الصهاينة وتضعضع القوات العسكرية، يتجه كيان الاحتلال نحو أسوأ أزمة في تاريخه القصير، أزمة تلو أزمة تثبت أنه ليس إلا كيان مؤقت، وأن "إسرائيل" هذه هي أوهن من بيت العنكبوت.