
انتظر اللبنانيون شهر شباط لاستقبال العاصفة الأولى هذا العام، العاصفة "أسيل"، فهي تحمل آمالاً كبيرةً لإنقاذ الموسم، ومن جهةٍ ثانية تحمل أسئلةً كثيرة، فهل ستنقذ "أسيل" معدل المتساقطات؟ وهل مرّ على لبنان مثل هذا الشتاء الجاف من قبل؟
عن هذه الاسئلة وغيرها أجاب في حديثٍ لإذاعتنا رئيس قسم التقديرات السطحية في الأرصاد الجوية محمد كنج الذي أشار الى أنه "حتى صباح الأمس كانت لا زالت تعدّ هذه السنة من أسوأ 3 سنوات مرت على لبنان حيث ان الجفاف ضرب الموسم المطري، فلم تتجاوز كمية الأمطار في مدينة بيروت 50% من المعدل العام."
وحول معرفة الفارق بين معدل المتساقطات في هذه السنة والسنة الماضية، أوضح كنج أنه منذ اللحظات الأولى لدخول العاصفة "أسيل" يوم أمس، تساقط خلال نصف ساعة بحدود 16 ملم، في حين أنه خلال شهر كانون الثاني من العام الحالي، تساقط بحدود 18 ملم، ما يعني أن الأمطار التي تساقطت خلال نصف ساعة تساوي الأمطار التي تساقطت خلال شهرٍ كامل، واضاف :" هذا يؤكد تأخر كمية الأمطار خصوصاً أن شهر كانون الثاني الذي يشكل 25% من نسبة أمطار فصل الشتاء، لم يتساقط فيه سوى 10% فقط".
وأكد كنج عدم إمكانية الوصول إلى نفس كمية الأمطار التي هطلت في العام الماضي، ففي مدينة بيروت (إضافةً إلى الـ 24 ساعة الماضية)، وصلت كمية المتساقطات تقريباً إلى 300 ملم فيما كانت تصل إلى 260 ملم. بالمقابل، كانت تصل كمية المتساقطات إلى 840 ملم، أي أن الفارق بين هذه السنة والسنة الماضية يتراوح ما بين 530-540 ملم. وبذلك نكون قد وصلنا إلى 60% من معدل المتساقطات الذي يمثل 560 ملم، في حين أننا كنا يوم أمس قد وصلنا إلى 50% من المعدل، أي أننا وصلنا إلى ثلث كمية الأمطار المتساقطة في السنة الماضية.
وحول احتمالية قدوم عواصف أخرى وتقليل الخسائر يأمل رئيس قسم التقديرات السطحية في الأرصاد الجوية أن ينقذ الموسم قدوم عواصف أخرى، موضحا ان الخسارة قد وقعت سيما بعد مرور 70% من فصل الشتاء، مما يعني أنه في حال كانت الأمطار متوسطة في هذين الشهرين، فإننا نكون قد خسرنا 20 الى 30% من نسبة المتساقطات بدل أن نخسر نصفها.
أسبابٌ كثيرة أثرت في الموسم الحالي على مستوى العالم ككل، منها التغير المناخي الذي يطرح تساؤلاتٍ عدة. فإلى أي مدى سيتأثر الجانب الزراعي والبيئي في لبنان؟