من تونس.. إحياءٌ لذكرى عاشوراء على درب الأجداد (تقرير)
تاريخ النشر 11:59 11-07-2025الكاتب: روعة قاسمالمصدر: إذاعة النورالبلد: تونس
7
عاشوراء من المناسبات الكبرى التي يحييها العديد من التونسيين على درب الأجداد، خاصة بالمجالس الحسينية التي تحظى برواج كبير في الجنوب التونسي.
ذكرى عاشوراء 2025
وحول خصوصية هذه الذكرى لدى التونسيين بكل ما تحمله من أهمية تجديد الاصطفاف مع آل البيت (ع)، أوضحت الناشطة في المجتمع المدني، ذهبية الفاهم، لإذاعة النور، أنّه "في يوم عاشوراء تقوم النساء في الجنوب التونسي بالخصوص بوضع الكحل على أعينهن، إلى جانب حثّ بعضهن البعض على اللطم والندب على سبط الرسول (ص)، وهي عادة موروثة قد تكون من تأثيرات سقوط الدولة الفاطمية. كذلك تقوم النسوة بطبخ الفول والبقوليات عادةً تأسيًا بالسيدة زينب عليها السلام، في سدّ جوع اليتامى والأطفال".
وأضافت أنّه منذ الليلة الأولى من محرم ولمدة 13 يومًا، أي حتى ليلة دفن الأجساد الطاهرة، وبعدها حتى يوم الأربعين، يتم اختيار بعض المحطات من عاشوراء وتقام المجالس ويعلو صوت القرآن الكريم والذكر والأدعية والزيارات والمحاضرات واللطميات.
وقالت الفاهم لإذاعتنا: "هكذا يكون حب الحسين عليه السلام مطبوع في ذاكرتنا الشعبية، من حيث العادات والتقاليد. ولعل أهم ما يشدّني هو سيرة ومسيرة نساء الطف وفي مقدمتهن السيدة زينب عليها السلام".
بدورها اعتبرت زهراء التونسي أنّ يوم عاشوراء هو ذكرى لا تموت في وجدان التونسيين المخلصين لآل البيت، ففي بعض مناطق الوسط لا تُقام الأفراح في شهر محرّم احترامًا لدم الإمام الحسين (ع) الذي سُفك في كربلاء.
وقالت: "من العادات أيضًا في بعض المناطق من تونس أنهم يذبحون الخراف في يوم التاسع من محرم، يسمونها "تاسوعاء"، وإحياءً لذكرى عاشوراء كانت هناك فرق من الرجال بلباس متنكّر يقرعون الطبول، وتتوزع هذه الفرق. وحين تتقابل، ينشب بينها العراك الشديد وتتقاتل في ظلام القرى الدامس كإعادة لمعركة كربلاء، ما يحرّك المشاعر النابضة بحب الحسين (ع) وآل بيت النبوة".
وأضافت أنّ النساء ما زلن يرتدين "الملية السوداء"، وهو لباس حداد متوارث من العهد الفاطمي، تعبيرًا عن الحزن والوفاء لأهل البيت (ع). وداخل البيوت تعلو أصوات المدائح النبوية والأشعار التي تمجّد النبي (ص) وعترته الطاهرة.
وتتشح بعض المدن التونسية بالسواد، خاصةً في الوسط والجنوب التونسي حيث لا تزال ملامح هذا العزاء الفاطمي حيّة في الوجدان والذاكرة الشعبية التونسية.