وخلال كلمة بمهرجان "يوم الوفا لأهل الوفا" في مدينة صور جنوب لبنان، حيا السيد حسن نصرالله عوائل الشهداء قائلاً :"انتم يا اهل الشهداء تاج الرؤوس"، وتوجه بالتحية لجرحى المقاومة "في ذكرى ولادة أبي الفضل العباس التي تعتبر مناسبة للإحتفال بيوم الجرحى"، وأضاف أن اللقاء هو "في مدينة صور مدينة السيد عبدالحسين شرف الدين وساحة جهاده"، مشيراً إلى أن "مدينة صور هي المدينة التي احتضنت (الأمين العام لحزب الله الشهيد) السيد عباس الموسوي في ريعان شبابه والتي قضى فيها أجمل سني عمره في المقاومة".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن "مدينة صور هي المدينة التي بقيت عصية على الفتنة والتي احتضنت وافتتحت بيوتها للنازحين الفلسطينيين المهجرين من ارضهم عام 1948، ومدينة صور هي المدينة التي قاومت الاحتلال عام 1982 وكان على ارضها اولى العمليات الاستشهادية التي كسرت هيبة العدو الصهيوني واسست لهزيمته"، مضيفاً أننا "نلتقي في مدينة صور مع المقاومين والمجاهدين والجرحى والاسرى المحررين والكادحين على عيالهم مع الصيادين والمزارعين والعاملين".

وقال السيد حسن نصرالله إننا "نلتقي هنا في ذكرى عدوان نيسان 1996 والذي بدأ في 11 نيسان بضرب المقر العسكري في حزب الله في حارة حريك والذي كان بداخله القائد العسكري الحاج مصطفى بدر الدين"، مشيراً إلى أنه "نتيجة عجز العدو عام 1996 لجأ الى الاعتداء على المدنيين بإرتكاب العديد من المجازر"، ومعتبراً أن "تفاهم نيسان عام 1996 كان انجازاً كبيراً للمقاومة لانه استطاع تحييد المدنيين". واضاف سماحته أن "رئيس اركان جيش الاحتلال عام 1996 قال لقد حولنا تفاهم نيسان الى كيس ملاكمة"، مؤكداً أن "ابناء الامام الصدر من حركة امل وحزب الله هم من طور مفهوم المقاومة التي ادت الى النصر".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن "الاعتداء الصهيوني كان على المسلمين والمسيحين حيث ارتكبت الكثير من المجازر المروعة"، متمنياً على "كل النخب والعلماء والمثقفين أن يحكوا لأولادهم عن تلك المرحلة مع صعوباتها وآلامها".

وذكَّر السيد حسن نصرالله أن "السيد عبد الحسين شرف الدين كان منذ تلك الفترة يطالب الدولة اللبنانية بالدخول الى الجنوب لحمايته من الاعتداءات الصهيونية"، وبيَّن أن "الامام الصدر جاء واستكمل ما بدأه السيد عبد الحسين شرف الدين وطالب ايضاً بدخول الدولة الى الجنوب"، مشيراً إلى أن "الجنوب وأهل الجنوب انتظروا الدولة منذ عام 1948 حتى جاء الإمام الصدر واعتمد على البديل وأسس المقاومة "أفواج المقاومة اللبنانية ـ أمل" حيث التحق كل جيلنا بها، وعام 1975 التحق من البازورية 75 شاباً وكان لدينا عدد محدود من السلاح"، وأشار إلى أن "الشاب في تلك الفترة 1975-1976 كان يتحمل بنفسه نصف ثمن السلاح"، مؤكداً أن "قبل عام 2006 كانت المقاومة هي التي تطالب الدولة والجيش بالذهاب الى الجنوب".

وأكد الأمين العام لحزب الله أن "الدولة هي التي تلكأت وأدارت ظهرها للجنوب، وليس من اشترى السلاح من ماله للدفاع عن الأرض والعرض، واعتبرت جريمتنا هي أننا حملنا السلاح للدفاع عن أرضنا وسيادتنا"، مشدداً على أن "المقاومة التي كانت حلم السيد شرف الدين والإمام الصدر أصبحت الآن قوة حقيقية ويحسب لها العدو ألف حساب".

وتوجه السيد حسن نصرالله بالخطاب: "أقول للسيد شرف الدين وللإمام الصدر إن المقاومة التي أسستها أصبحت يا سيدي وإمامي تملك القدرة والقوة والتكنولوجيا والصواريخ التي تستطيع أن تضرب أي هدف في كيان العدو"، وأضاف أن "المقاومة جاءت بعظيم التضحيات الجسام، ولا يمكن أن نتخلى عنها وهي تعني كرامتنا وعزتنا".

ونبّه الأمين العام لحزب الله أهل صور بأن "يوم 6 من ايار هو يوم تصويتكم وهو عبارة عن رسالة للعالم وهي اننا في كل الجنوب لم نترك المقاومة ولم نتخلى عنها"، وأردف قائلاً: "في 6 أيار سياتي اهل الجنوب من كل القرى ومن كل الطوائف الى صناديق الاقتراع ليقترعوا للأمل والوفاء، للأمل بالمستقبل وللاوفاء للشهداء والامام الصدر"، ومذكّراً بأنه "لم يمر في تاريخ الجنوب منذ عام 1920 سلام داخلي مع عزة وكرامة مثل الـ12 عاماً الذين قضوا".

وتطرق السيد حسن نصرالله إلى الملف الاقتصادي في لبنان، جازماً أن "الفريق الذي تولى الملف الاقتصادي منذ عقود فشل"، وبيَّن أن "القطاع الزراعي والصناعي في اسوء حالة والبنية التحتية بالرغم من صرف المليارات عليها ليست بأفضل حال"، وطالب الحكومة بـ"وضع رؤية اقتصادية واضحة حتى لا يذهب البلد الى الهاوية"، و"أخذ المبادرة في محاربة الفساد ووقف الهدر في الحكومات المقبلة".

ودعا الأمين العام لحزب الله الحكومة المقبلة التي ستشكل بعد الانتخابات إلى أن "تقارب الملف الاقتصادي والمالي بطريقة مختلفة"، وأن يكون هناك "رؤية اقتصادية واضحة، لذلك طالبنا بوزارة تخطيط"، وقال إن "نحن بعد الانتخابات النيابية جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية والرئيس بري هو اول من طرح مناقشة هذه الاستراتيجية".

وأسف السيد حسن نصرالله لأن "المياه أصبحت طائفية، نهر الليطاني وهو لكل لبنان أصبح التعاطي معه بشكل طائفي على أنه لفئة دون أخرى"، وأمل بالوصول إلى "نقاش بين اللبنانيين لحل مشكلة الطائفية في البلد"، معتبراً أن "البلد لا يبنى بالطريقة الطائفية وهذا ما تصنعه القيادات التي ليس لديها مشروع وطني"، وأن "البلد لا يبنى بالطريقة الطائفية وهذا ما تصنعه القيادات التي ليس لديها مشروع وطني"، مشيراً إلى أن "المسار الذي يسير به لبنان مسار خطير".

وقال الأمين العام لحزب الله إن "مواجهة الفساد تحتاج الى الى حزم والى قرار سياسي جريء، ولبنان بحاجة الى حكومة وحدة وطنية ولا يستطيع أحد أن يلغي أحد"، داعياً إلى "المزيد من الحوار والتواصل بين كافة القوى اللبنانية في الموضوع المعيشي".

وحول الانتخابات في دائرة صور والزهراني، أكد السيد حسن نصرالله أن "مرشح حركة أمل في دائرة الزهراني الاخ الاستاذ نبيه بري هو مرشح المقاومة ومرشح حزب الله"، وأن "مرشح دائرة الزهراني الرئيس بري هو رئيس اللائحة وهو الذي سيكون في المرحلة المقبلة رئيس مجلس النواب وهذا ليس مكاناً للنقاش لدينا"، وأن "الرئيس بري يمثلنا جميعاً ليس فقط في قضاء الزهراني بل في المقاومة وفي كل الاستحقاقات الكبرى ونحن اليوم نأتمنه على الحدود البرية والبحرية"، مؤكداً أن "الرئيس بري هو ضمانة وطنية ودوره اساسي في حماية الاستقرار في لبنان".

وشدد الأمين العام لحزب الله على أن "رسالتنا في 6 ايار هي التمسك في الارض والتمسك في المقاومة وسنبقى باقون ومجذرون في هذه الارض"، و"انتم اهل الوفاء وستثبتون الوفاء في 6 أيار لا تقولوا ان المعركة محسومة، اللائحة تحتاج الى اصواتكم وحضوركم لتبعث برسالة طمأنينة والعيش الواحد على طريق المقاومة وعلى الموقف مع الشعب الفلسطيني"، مضيفاً "لتقولوا في 6 ايار للعدو اننا قادرون على مواجهة تهديداتك ولن نقبل ان تمس بكرامتنا، ونحن سنبقى اهل الارض والمقاومة لأننا اهل الوفاء".