
رسم الشعبُ الفلسطيني خارطةَ طريق مسيرة العودة بمزيد من الدماء والجراح مصوباً البوصلة نحو القدس في وقت يحاول بعض حكام العرب حرفها عن موضعها. وفي السياق، يأتي حرقُ صور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولده محمد في عدد من المناطق الفلسطينية في إطار الرسائل الواضحة التي تؤكد أن فلسطين عربيةُ الهوية والهوى مهما حاول البعضُ العبث بقضيتها ومقدساتها ومصير شعبها.
فقد
خرج عشرات آلاف الفلسطينيين في إطار فعالية مسيرات العودة المستمرة حتى ذكرى
النكبة في الخامس عشر من أيار، والتي انتهت أمس الجمعة بسقوط ثمانية شهداء ومئات
الجرحى برصاص جنود العدو الذين أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز على عند حدود غزة،
هذا وتخلل فعاليات جمعة الغضب قيام
المتظاهرين الفلسطينيين في مخيمات العودة شرق قطاع غزة بإحراق صور الملك السعودي وولي
عهده.
كما
وجَّه عدد من المتظاهرين الفلسطينيين على حدود القطاع رسالة الى السعودية قالوا
فيها: "رسالتنا للسعودية وولي عهدها هي أنه إذا رجعتم للتاريخ ستعرفون أن
اليهود كانوا في خيبر في المدينة المنورة، لذا فالسعودية أولى بهم، فلتأخذوهم
وتدعموهم في بلادكم وليس في فلسطين، ومثلما بعتم فلسطين بالدولارات، فالشباب
الفلسطيني مستعد لإستعادة أرضه وحريته بدمائه".
مسؤول
حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار أكد أن غزة حرة وستعيد القضية
الفلسطينية لمربعها الأول، وخلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة في خان يونس،
شدد على أن الجماهير في غزة انتفضت ضد الاحتلال ولم تنتفض على المقاومة، موضحاً أن
مؤامرة الحصار والتجويع فشلت في قلب الشعب على المقاومة.
صحيفة "يسرائيل هيوم" رأت أن مسيرات العودة
جَرَّت الجيش "الإسرائيلي" إلى أكثر الأوضاع قسوة بالنسبة له وهي تهدد
باستنفاذ جهد نصف فرقه وألويته وأذرعه العسكرية المختلفة، ورجحت الصحيفة أن تفضي
هذه المسيرات للمسّ بمكانة "إسرائيل" الدولية، متوقعة الأسوأ في
المستقبل.
في غضون ذلك، كشفت مجلة "نيويوركر" الأميركية دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في صفقة القرن، حيث شكّل جزءاً من خطة أشرف عليها مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.