واجهت السعودية تشكيكاً متزايداً حول الروايات المتعددة التي قدمتها بشأن قتلها الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول، وطالبت دول غربية الرياض بتقديم إجابات على كثير من الأسئلة حول ظروف مقتله.
وإذ ندد مسؤولون بريطانيون وفرنسيون بالرواية السعودية الأخيرة باعتبارها "غير كافية"، اعتبرت وزيرة الخارجية الكندية أنّ الرواية السعودية الأخيرة تفتقر إلى "الانسجام والمصداقية".
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما كان رأى أن ما كشفته السعودية عن ظروف مقتل الصحافي السعودي "جدير بالثقة"، تحدث أمس الأحد عن "أكاذيب" في روايات الرياض.
وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" التي كان يكتب فيها خاشقجي، قال ترامب: "من الواضح أنه حصل خداع وكذب". ورأى الرئيس الأميركي أن "هناك تخبطاً في رواياتهم"، في إشارة إلى الروايات المختلفة التي صدرت من الرياض.
عددٌ من كبار أعضاء "الحزب الجمهوري" الذي ينتمي إليه ترامب أعربوا عن اعتقادهم بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، على صلة بجريمة القتل.
بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور الجمهوري بوب كوركر إنه لا يصدق الرواية السعودية حول خاشقجي ولا يعتقد بأن أحداً يثق بها. واتهم كوركر محمد بن سلمان بالوقوف وراء مقتل خاشقجي، لكن أقوى التصريحات جاءت من السناتور ليندسي غراهام، الحليف القوي لترامب في مجلس الشيوخ، الذي دعا إلى "الإطاحة" بمحمد بن سلمان .
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وفي حديث إلى شبكة "فوكس نيوز"، حاول تبرئة ساحة محمد بن سلمان، وزعم أن "ولي العهد السعودي لم يكن يعلم بحادثة خاشقجي". وأضاف: "نعكف على العثور على جثته". ووصف الجبير مقتل خاشقجي بـ"الخطأ غير المسبوق".
وفي بيان مشترك، دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى مزيد من الجهد لكشف الحقيقة بشأن مقتل خاشقجي، وأكد البيان أن " ثمة حاجة إلى توضيحٍ عاجلٍ لما حدث بالضبط"، معتبراً أن "فرضيات التحقيق السعودي بحاجة إلى حقائق تدعمها لتكون مقنعة". هذا وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن بلادها لن تورد أي أسلحة إلى السعودية حتى تحديد كل ملابسات مقتل خاشقجي.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن بلاده ستقدم الحقيقة الكاملة بشأن مقتل خاشقجي الثلاثاء المقبل، متسائلاً: "لماذا جاء 15 شخصاً إلى تركيا، ولماذا تم اعتقال 18 آخرين؟".