
توفيت الطفلة اليمنية أمل حسين التي أبكت الملايين بعد عرض صورتها بمظهر النحيفة حد المرض التي تعكس وجه الحرب القبيح في اليمن محدثة صدمة في الرأي العام الغربي.
ومنذ أن نشرت صورة الفتاة على جريدة "نيويورك تايمز" الأميركية شهدت تعاطفاً لدى القراء، إلا أن عائلتها أعلنت الخميس أنها توفيت في مخيم للاجئين على بعد أربعة أميال من المستشفى، وقالت أمها مريم علي التي بكت خلال مقابلة هاتفية مع جريدة "نيويورك تايمز" إن "قلبي مكسور.. كانت أمل تبتسم دائماً. الآن أنا قلقة على أطفالي الآخرين".
وكانت أمل ترقد في مركز صحي في مدينة أسلم الواقعة على بعد 90 ميلا شمال غرب العاصمة صنعاء. تستلقي على سرير مع والدتها، في حين كانت الممرضات تغذيها كل ساعتين بالحليب، لكنها تتقيأ بانتظام وتعاني من الإسهال.
وجلست الطبيبة المسؤولة عن حالة أمل، الدكتورة مكية مهدي على سريرها، مررت يديها على شعر أمل، ثم أمسكت بالجلد الرخو الذي يغطي ذراعها الذي أصبح أشبه بالعصا، قائلة لمراسل الصحيفة الأميركية: "انظر! لم يعد هناك لحم، عظام فقط".
بينما استلقت والدة أمل إلى جوارها فقد كانت هي الأخرى مريضة، إذ تتلقى علاجا من نوبة "حمى الضنك"، أصابتها بسبب البعوض الذي يتكاثر في المياه الراكدة في مخيمهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الغارات الجوية أجبرت أسرة أمل على الفرار من منزلها منذ ثلاثة أعوام. إذ كانت الأسرة تعيش في صعدة، وهي محافظة تقع على الحدود مع السعودية، والتي تلقت نحو 18 ألف غارة جوية على الأقل منذ عام 2015.
وأُخرجت أمل من المستشفى في أسلم الأسبوع الماضي في حين لا تزال مريضة، لكن الدكتورة مكية قالت إن الأطباء احتاجوا إفساح المجال أمام مرضى جدد، وقالت: "لقد كانت طفلة نازحة تعاني من المرض والتشريد. نحن لدينا الكثير من الحالات مثلها".
ونقلت الأسرة أمل إلى المنزل، إلى كوخ من القش والأغطية البلاستيكية، في مخيم حيث تقدم وكالات الإغاثة بعض المساعدات التي لم تكن أبداً كافية لإنقاذ أمل، حيث قالت والدتها إن حالة أمل تدهورت مع نوبات متكررة من القيء والإسهال.
كانت الدكتورة مكية قد حثت والدة أمل على نقل الطفلة إلى مستشفى "أطباء بلا حدود" في مدينة عبس، على بعد نحو 15 ميلا.
ولكن لم يكن لدى الأسرة المال الكافي لنقل الطفلة إلى مستشفى "أطباء بلا حدود" في مدينة عبس، على بعد نحو 15 ميلاً، فقد ارتفعت أسعار الوقود بنحو 50 في المائة العام الماضي، كان ذلك جزءا من انهيار اقتصادي أوسع، ما أدى إلى أن أصبحت حتى التنقلات لمسافات قصيرة لإنقاذ حياة إنسان بعيدة عن متناول العديد من الأسر اليمنية، حيث تضيف والدتها: "لم يكن لدينا أموال لنقلها إلى المستشفى، فأخذتها بدلا من ذلك إلى المنزل".
يذكر أن الصور الصادمة لليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية بدأت بالانتشار بقوة في وسائل الإعلام الغربية على خلفية حادثة مقتل جمال خاشقجي التي سلطات الضوء على السياسات السعودية الخارجية والداخلية.
ويذكر أن أمل هي واحدة من 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن، وقد تضفي مأساتها بعداً حقيقياً على مخاوف أن تُغرق المجاعة الكارثية الناجمة عن الحرب البلاد في الأشهر المقبلة.
وفي العام الماضي، عانى اليمن من أكبر وباء للكوليرا في العصر الحديث، مع أكثر من مليون مصاب، وحذرت الأمم المتحدة من أن عدد اليمنيين الذين يعتمدون على الحصص الغذائية الطارئة، الذي يبلغ ثمانية ملايين، قد يرتفع إلى 14 مليون نسمة. وهذا الرقم يمثل حوالى نصف سكان اليمن.