علامات استفهام كبيرة تُرسم حول طريقة تعاطي الرئيس المكلف مع تمثيل النواب السنة المستقلين.. فلماذا التعاطي التصعيدي؟ (تقرير)
تاريخ النشر 09:01 10-11-2018الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
91
مستغربةٌ طريقة تعاطي الرئيس المكلف مع ما سُمّي بـ"العقدة السُنية"، فهو طيلة خمسة أشهر عمِل جاهداً لإرضاء "القوات اللبنانية"،
الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري
كما أنه لم يجرؤ على زعزعة العلاقة مع النائب السابق وليد جنبلاط. فلماذا هذا التعاطي التصعيدي مع النواب السنة المستقلين؟
في معرض الإجابة، يقول مدير مركز الارتكاز الإعلامي سالم زهران لإذاعة النور إن "تيار المستقبل نال في الانتخابات الأخيرة 48 بالمئة من أصوات السنُة في حين أنه نال في الانتخابات التي سبقتها 73 بالمئة، وعليه فإن فريق الرئيس سعد الحريري يعتقد بأنه من خلال اعتماد سلوكه الراهن يعيد شدّ عصب الشارع السني ويخرج من صورة الرئيس المنهزم المطياع، كما أن جمهور الحريري ناقم عليه ووجد في شدّ العصب هذا تعويضاً عن الصورة النمطية التي زُرعت عنه".
ولا يبدو زهران مقتنعاً بعملية تأخير الحكومة بسبب المقعد السُني، فهو يرى أن توزير السنة المستقلين ذريعة يتلطى خلفها الرئيس المكلف لتأخير التشكيل، مضيفاً: "من تنازل عن مقعد الوزير جان أوغاسابيان الأرمني دون أي كلمة لا أستطيع أن أصدق أنه الآن يضع الحكومة في مهب الريح من أجل مقعد وزاري، فالمسألة ليست عددية، وهناك باعتقادي أمور خافية بانتظار العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله، خاصة أن هناك عدداً كبيراً من الذين التقوا بالمبعوث الأميركي في سوريا الذي زار بيروت، نقلوا عنه ما مفاده أن عاصفة العقوبات لن ترحم شركاء حزب الله، ويبدو أن الرئيس الحريري هو من يتذرع بالمقعد السني من أجل تمرير هذه العاصفة، خاصة بعد إشارته لأكثر من مرة إلى أنه اتفق مع حزب الله على مقعد وزارة الصحة لكنه حذر ضمناً من العقوبات بينما لم يكن محذراً خلال جلساته مع حزب الله، بل كان إيجابياً من اللحظة الأولى".
أيّا تكن المبررات التي تدفع الرئيس المكلف إلى تأخير تأليف الحكومة، يبقى الأساس في عملية التشكيل انضواءُ جميع الأطرف في حكومة الوحدة الوطنية لأن إلغاء أيّ مكوّن لا يخدم المصلحة الوطنيّة وحسن سير عمل الحكومة.