وفي تفاصيل الخبر، فتى لم يتجاوز عمره ثمانية عشر عاماً يقود سيارته المفخخة بكمياتٍ كبيرة من المتفجرات، يقتحم ويفجر نفسه  بمقر الحاكم العسكري "الإسرائيلي" الذي كان يضمّ القيادة العسكرية ومكاتبَ تابعة مباشرةً للمخابرات "الإسرائيلية"، إضافة إلى مقر وحدة المساعدة التابعة للقيادة "الإسرائيلية" في المنطقة ومبيت لعدد من الضباط والرتباء ممن يُكَلَّفونَ بمهماتٍ محدودة كالمخابراتِ والارتباط.

ومع حدوث الانفجار، هوى المقرّ المؤلف من ثماني طبقات وارتفعت سُحب الدخان، وفجأة أصبح المكان ساحة لجثث متناثرة وصلَ عددها باعتراف من الناطق العسكري "الإسرائيلي" إلى 74 ضابطاً وجنديًا، بمن فيهم الحاكم العسكري، ليرتفع عدد القتلى بحسب الصحف "الإسرائيلية" لاحقاً إلى 141 قتيلاً و10 جنود في عداد المفقودين .لكن بقي السؤال الأهم من نفذ هذه العملية؟ من هو ذاك الفتى، التي كانت عمليته أكبرَ وأعظمَ وأنجحَ عملية استشهادية في تاريخ الصراع مع العدو "الإسرائيلي"، والتي هزّت أَركان وأُسس الكيان المعادي، وفتحت الباب أمام سلاح الاستشهاديين وامام معادلة احتار فيها العدو؟

سؤال أبقت المقاومة جوابه مجهولاً ما يقارب ثلاث سنوات ليكشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في  التاسع عشر من أيار عام 1985، النقابَ عن الإستشهادي البطل أحمد قصير، خلال كلمة ألقاها في إحتفال بذكرى شهداء المقاومة في بلدة دير قانون النهر، بلدة الشهيد الذي ولد فيها عام 1963.

إرتبط إسم أحمد قصير بـ"يوم الشهيد"، إذْ أنه كان أول منفذٍ لعمليةٍ إستشهادية ضد قوات الإحتلال الصهيوني في جنوب لبنان، وأول مسمار دُقّ في نعش "إسرائيل" على أيدي شباب عشقوا الله.