
بعد مرور ما يُقارب ستة أسابيع على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ما زالت القضية التي شغلت الرأي العام العالمي، تحتل العناوين الأولى في صحف الإعلام الغربي ومنصاته،
لا سيما بعد ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن أن وكالة المخابرات المركزية "CIA " خلصت في تقرير لها إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر باغتيال خاشقجي في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول / أوكتوبر الماضي.
وقالت الصحيفة الأميركية، نقلاً عن أشخاص مطلعين على ملف الجريمة، إن تقييم وكالة المخابرات المركزية "هو الأكثر دقة حتى الآن" لربط محمد بن سلمان بالعملية"، وهو يعقّد جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحفاظ على علاقتها مع "حليف وثيق".
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن النتيجة التي توصلت إليها الاستخبارات الأميركية عن تورط بن سلمان في قتل خاشقجي تتناقض مع تأكيدات الحكومة السعودية بعدم تورط ولي العهد في ذلك.
وللتوصل إلى استنتاجاتها، فحصت وكالة المخابرات المركزية الأميركية مصادر متعددة، بما في ذلك مكالمة هاتفية أجراها شقيق الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، مع خاشقجي نفسه.
وأضافت الصحيفة إن خالد بن سلمان حثّ خاشقجي على التوجه إلى القنصلية السعودية في اسطنبول للحصول على الوثائق المطلوبة لعقد قرانه على سيدة تركية، وقدم له تأكيدات بأنه لن يمسه أذى.
وقالت "واشنطن بوست"، نقلاً عن أشخاص على دراية بهذه المكالمة، إنه لم يتضح ما إذا كان الأمير خالد كان يعرف أن خاشقجي سيُقتل، ولكنه أجرى هذا الاتصال بناءً على توجيهات شقيقه ولي العهد السعودي.
وفي إطار الردّ، نفى الأمير السعودي خالد بن سلمان ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" عن تواصله مع خاشقجي أو اقتراحه عليه الذهاب إلى تركيا لأي سبب، معتبراً أن ذلك "غير صحيح". وأضاف عبر "تويتر": "للأسف، لم تنشر الصحيفة ردنا بالكامل".
إلى ذلك، رفض متحدث باسم وكالة "CIA" التعليق على الخبر الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، فيما قال مسؤول أميركي مطلع على استنتاجات الوكالة إنه "لم يكن هناك أي سبيل لذلك دون علم بن سلمان أو مشاركته".
وكالة "رويترز" قالت إنه لم يتسن لها التأكد من دقة تقرير الاستخبارات الأميركية الذي أوردته صحيفة "واشنطن بوست"، غير أن مصدراً مطلعاً على تقييمات المخابرات الأميركية قال لـ"رويترز" إن خبراء الحكومة الأميركية يقدرّون بثقة أن ولي العهد محمد بن سلمان أمر بالعملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي.
بدورها، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية توصلت إلى الاستنتاج القائل بضلوع بن سلمان في مقتل خاشقجي بناءً على فهمها "كيفية عمل المملكة العربية السعودية".
وفي الإطار نفسه، أجمعت منصات الإعلام الأميركي بمعظمها، بما فيها "فوكس نيوز"، "إن بي سي"، "سي إن إن"، و"بوسطن غلوب"، على استنتاج واحد مبني على تقييمات "CIA"، مفاده أن هذه التقييمات من شأنها زيادة الضغوط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإطلاق المزيد من العقوبات على السعودية.