
بقيت ارتداداتُ الانتصارِ الذي حققتهُ المقاومةُ في غزةَ يتفاعلُ في الكيانِ الصهيوني على المستويين الرسمي والشعبي.
في حين تتواصلُ حركةُ الاحتجاجاتِ في المستوطناتِ الاسرائيلية، بدأت حكومةُ نتنياهو تتداعى من الداخل في ظلِّ الاصرارِ على الذَهابِ لإجراءِ انتخاباتٍ مبكّرة، من دون ان ينفعَ خطابُ شدِّ العصبِ الذي حاول رئيسُ حكومةِ العدو توظيفَه للحؤولِ دونَ ذلك.
الى ذلك، اعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أنّ الدعوة لانتخابات مبكرة الآن في الكيان الصهيوني ستكون أمراً غير مسؤول، وفي كلة متلفزة مساء امس اشار نتنياهو الى إنّه في الوقت الحالي سيتولى بنفسه حقيبة الحرب تأكيدا لرفضه منح هذه الحقيبة لزعيم حزب "البيت اليهودي" الذي هدد بحل الحكومة إذا لم يحصل عليها.
وتحدّث نتانياهو في كلمته عن خبرته العسكرية، وقال نحن في فترة حساسة ومُركبة جدا أمنيا، وبهذه الحالات ممنوع إسقاط الحكومة وأسعى لمنع انتخابات مبكرة، معتبرا أنه لا يزال في خضم عملية أمنية لم تنته وأن لديه خطة واضحة لا يمكنه الإعلان عنها حاليا.
نتنياهو اعلن ايضا أن تل أبيب في ذروة علاقاتها مع دول من جميع القارات بينها دول في العالم العربي.
ويأتي موقف نتانياهو هذا بعد اجتماع فاشل عقده مع وزير المالية موشي كحلون لبحث سبل حل أزمة الائتلاف، وقال مكتب كحلون انّ الاجتماع انتهى من دون نتائج الا انه اشار الى اجتماع اخر سيعقد في وقت لاحق من الأسبوع.
وكان وزير التعليم نفتالي بينيت من حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف هدّد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا لم يتم منحه حقيبة الحرب.
وسائل إعلام إسرائيلية أفادت أن اليوم الاثنين سيشهد تقديم وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزيرة القضاء ايليت شاكيد استقالتهما من الحكومة.
بدورها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الحرب المستقيل ليبرمان تقدم بمشروع قانون لحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة حيث سينعقد الكنيست لمناقشة المشروع بعد غد الأربعاء.
في غضون ذلك اعتبر موقع "والاه" العبري أن المنتصر الأكبر في جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة هي حركة حماس والفصائل الفلسطينية كافة التي نجحت خلال ثمان وأربعين ساعة من إطلاق الصواريخ في دفع وزير الحرب أفيغدور ليبرمان للإستقالة وهو ما قد يكون بداية لانهيار حكومة اليمين.
وفي سياق متصل ذكرت وسائل اعلام العدو أن حجم الخسائر التي لحقت بالمستوطنات والمواقع في غلاف غزة ومدينة عسقلان بسبب صوارخ المقاومة خلال جولة التصعيد الأخيرة فاق التوقعات، وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان إحصاء الأضرار في الجنوب مستمر بالارتفاع وانه من المتوقع زيادة طلبات التعويض خلال الأيام المقبلة.