لم يسلمِ الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب من ألسنة ديمقراطيي وجمهوريي الكونغرس على حد سواء بعد ما اتفقوا على وصف بيانه بشأن السعودية بالمخزي لإعفائه وليَّ عهدها محمد بن سلمان من التورط بمقتل الصحفي جمال خاشقجي.
السيناتور الجمهوري راند بول أعرب عن قناعته بأن بيانَ ترمب يضع السعودية أولاً لا الولايات المتحدة، فيما رأى فيه السيناتور الديمقراطي "لويد دوجيت" تنازلاً مخزياً عن القيم الأميركية، متهماً ترامب بالتواطؤ في قتلِ السعوديين مقيماً في الولايات المتحدة في إشارة إلى خاشقجي وبالمساعدة في الهجمات على المدنيين في اليمن.
بدوره رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري "بوب كوركر" قال: لم أكن أتخيّل أن أرى اليوم الذي يؤدي فيه البيتُ الأبيض دوراً آخر هو العملُ كمجموعةِ علاقاتٍ عامة لمصلحة ولي العهد السعودي.
القيادي الديمقراطي في مجلس الشيوخ السيناتور "برني ساندرز" وجه انتقادات لاذعةً لترامب بقوله إن الأخير حاول في بيانٍ غير مترابط ومخادعٍ الدفاعَ عن النظام السعودي المستبد، مضيفاً: من الواضح جداً أن ترمب يخشى من إمكانية توبيخه من قبل مجلس الشيوخ على سياسته الخارجية عبر التصويت لإنهاء الدعم الاميركي لحرب اليمن، مؤكداً أن هذا بالتحديد ما سيفعله المجلسُ الأسبوع المقبل.
السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام توعد الأسرة الحاكمة في السعودية بفرض عقوبات، مؤكداً أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري يدعمان فرض عقوبات أميركية جدية على السعودية، معتبراً أن ولي عهدها أظهر بطرق متعددة قلةَ احترام للعلاقات الأميركية - السعودية وهذا جعله أكثرَ من سام.
كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "بين كاردين" قال متوجهاً للرئيس الأميركي: موقفك يا ترامب بشأن التورط السعودي في قتل خاشقجي أمرٌ مخزٍ، مضيفاً: اعتقادُ الدكتاتوريين والأقوياء أنهم قادرون على الهروب من فعل فظيع كالقتل خارجَ القانون يُلحق الضررَ بالأمن القومي الأميركي ولا يساعده.
أما كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ "آدم شيف" فأشار إلى أن القول إن ولي العهد السعودي أصدر الأمر بقتل خاشقجي أو لم يُصدرْه يعني أننا غيرُ قادرين على معرفة الحقيقة أو أن صمتَنا يمكن أن يُشترى بصفقات أسلحة، محذراً من أن ذلك يقوّض مركزَ الرئيس ومصداقية المجتمع الاستخباري للولايات المتحدة وموقفها المدافع عن حقوق الانسان حسب قوله.
السيناتور الجمهوري جيف فليك قال معلّقاً على بيان ترامب إن الحلفاء العظام لا يخططون لقتل الصحفيين والحلفاءَ العظام لا يغرون مواطنيهم إلى الفخ ثم يقتلونهم في إشارة إلى قتل السعودية خاشقجي.
عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي وصف من ناحيته بيان ترامب بالكارثي، وقال: "لقد كتب البيانَ السعوديونَ كلمةً بكلمة، ومن الواضح مئة في المئة أن السعوديين يملكون الرئيس".