
السابع عشر من تشرين الثاني أرّخ لحالة جديدة تعيشها فرنسا اليوم تُسمّى بـ"السترات الصفراء"، حالة ولّدت احتجاجاً على ارتفاع ضرائب الوقود، ثم تطورت لتشمل الاعتراض على ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة.
انطلقت هذه الحالة ونمت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ما يبرر غياب القادة والمنظمين للإحتجاجات في الشارع، لكنها تتسم بالتنسيق عبر "فيسبوك" والدعم الشعبي لها .
وفي جديد تحركاتها، أعلنت حركة "السترات الصفراء" أنها ستنظم يوم الثامن من كانون الأول / ديسمبر تحركها الإحتجاجي الرابع، ودعت المتضامنين معها للخروج إلى الشارع لإسقاط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
كما شهدت باريس ومدن فرنسية كبيرة أمس تظاهرات حاشدة طالب خلالها المحتجون برحيل ماركون، رافعين شعارات مناهضة له خلال تفقده بمؤازة أمنية قوس النصر، وقد أسفرت التظاهرات والمواجهات مع الشرطة عن مقتل متظاهر وإصابة واعتقال المئات.
من جانبه، طلب ماكرون بعد ترؤسه اجتماع الأزمة مع وزراء رئيسيين من رئيس الوزراء إدوار فيليب أن يستقبل دون تحديد موعد قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان وممثلين عن المتظاهرين تحت عنوان "الحرص الدائم على الحوار".
في المقابل، دعت زعيمة حزب "التجمع الوطني الفرنسي" المعارض مارين لوبان إلى حل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة على خلفية موجة الإحتجاجات والإضطرابات التي تشهدها البلاد.
وكانت تظاهرات "السترات الصفراء"بدأت سلمية وصولاً إلى تظاهرات العاصمة الفرنسية، ثمّ تحوّلت إلى عصيان مدني وإشعال للنيران في الشوارع مع استخدام الشرطة الفرنسية القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين والبدء بحملة اعتقالات كبيرة.
وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قد تحدّث بنبرة تميل إلى الحلول الوسط من دون أن يتراجع عن ضريبة الوقود، مبرراً موقفه بالقول إن رفع أسعار الوقود جزءٌ لا يتجزأ من استراتيجية الطاقة المستقبلية لمكافحة التغير المناخي.
لكن الأمر لم ينتهِ هنا ، فحركة الاحتجاج التي ولدت في فرنسا إنسحبت أيضاً على بلجيكا، كما أضرمت التظاهرات النيران على مقربة من شارع الشانزليزيه وأهم المواقع في العاصمة الفرنسية باريس.
هي ليست المرة الأولى التي يتظاهر بها الفرنسيون احتجاجاً على أسعار الوقود، فقد شهدت مدينة ليل الفرنسية عام 1933 تظاهرات حملت المطلب نفسه.