
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعاً خصصته للوضع المتأزم في فلسطين المحتلة وصدر عنها البيان التالي:
لقد حفل اليومين الماضيين بمشاهد بطولية للمجاهدين والمجاهدات الفلسطينيين، أكدت أن الصراع مع العدو الصهيوني لن ينتهِ والمقاومة لن تتوقف حتى تعود فلسطين محررة من رجس الاحتلال ويعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه ويزول الكيان الصهيوني الغاصب.
إن الفرق بين قيام العدو باغتيال بطلي عمليتي بركان وعوفرا الشهيدين اشرف نعالوة وصالح البرغوثي، وبين الرد الفوري والكبير للمقاومة والتي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة في سلواد في رام الله، هو أن العدو يتسلل وبكل جُبّن وبعدد كبير من الجند ليأسر مقاوماً يأبى أن يستسلم ويقاوم حتى يستشهد، وبين مقاوم يتقدم وحيداً لعدد كبير من الجند فيوقع فيهم قتلى وجرحى، ثم ينسحب سالماً من الأذى. إنه الفرق بين البطولة والجُبّن، بين التمسك بالحق والتعصب للباطل، بين الإيمان بصدقية قضية وبين سرقة لأرض انطلاقاً من كذبة تاريخية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا المشهد البطولي نعلن ما يلي:
أولاً: نعلن افتخارنا بالعمل البطولي في رام الله ونعتبر أن هذه العملية هي تأكيد على أن الضفة الغربية ليست خارج دائرة المقاومة رغم الحصار الصهيوني وملاحقة السلطة للمقاومين والوشاية بهم، وأن تصعيد المقاومة في الضفة سيكون له أثر كبير في تغيير مسار الصراع مع العدو الصهيوني.
ثانياً: أكد المقاومون في الضفة والقطاع أن مساعي التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض حكام العرب لا يعنيهم وأنهم مستمرون في مقاومتهم، طَبّع من طَبّع وصالح من صالح، فإن ذلك سيبقى في دائرة الحكام ولن ينتقل للشعوب العربية والإسلامية بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص.
ثالثاً: أكدت عمليات المقاومة الأخيرة أن صفقة القرن التي تعمل عليها الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني مدعومة من بعض حكام العرب لا نصيب لها في النجاح، وأن الشعب الفلسطيني يعبر بوضوح من خلال العمليات أن الطريق الوحيد لاسترجاع فلسطين هي المقاومة المسلحة ولا شيء غير المقاومة المسلحة.
رابعاً: إن مشاركة المرأة الفلسطينية إلى جانب الشباب الفلسطيني في العمليات الجريئة هي دليل على أن هذا الشعب بكل فئاته العمرية منخرط بالعمل الجهادي ومن البطولة بمكان قيام فتاة فلسطينية في منطقة الواد بطعن جنديين مدججين بالسلاح وإصابتها بجروح خطرة من خلال إطلاق النار عليها وهي أيضاً دليل على قوة هذا الشعب وهكذا قوة لن يهزمها أحد بإذن الله تعالى.
خامساً: مع كل الأوضاع الصعبة التي تعاني منها الساحة الفلسطينية خرج الفلسطينيون اليوم لمتابعة فعاليات مسيرات العودة للأسبوع ال38 في غزة تحت عنوان "البطولة والفداء" تضامناً مع شهداء الضفة ومقاومتها، وهذا ما يؤكد أن الشعب الفلسطيني على كامل التراب الفلسطيني والشتات هو شعب واحد ولن يستطيع أحد لا من الداخل الفلسطيني ولا من حكام العرب ولا من الصهاينة أن يفصل بين أطراف الشعب الفلسطيني، فهم شعب واحد بقضية واحدة وهدف واحد هو تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر.
سادساً: توجه تجمع العلماء المسلمين بالعزاء للجيش اللبناني ولعائلة الشهيد رؤوف حسن يزبك الذي أصيب خلال اعتداء من قبل مسلحين خارجين عن القانون في حي الشراونة في بعلبك، ودعا التجمع لاتخاذ الإجراءات الكفيلة باعتقال جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة، فلا غطاء للخارجين على القانون، ومطلق النار على الجيش مطلق للنار على كامل الوطن.
وتمنى التجمع للشهيد الرحمة ولعائلته الصبر والسلوان وللجرحى الشفاء العاجل.