
نفذ الحزب الشيوعي اللبناني، الأحد، عدداً من التحركات الشعبية في مناطق عدة تحت عنوان "إلى الشارع" بالتعاون مع ناشطين في الحراك المدني وأحزاب سياسية أخرى.
نفذ أهالي البقاع الشمالي إعتصاما أمام دائرة الكهرباء في بلدة اللبوة، بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني، شارك فيه حزب الطليعة وإتحاد الشباب الديمقراطي ومنظمات شعبية ونقابية ومدنية وسياسية، وهذا تنفيذا للمظاهرات التي تعم المناطق اللبنانية.
ورفع المعتصمون لافتات تطالب بالماء والكهرباء، وأخرى تريد إسقاط النظام السياسي ومعاقبة الفاسدين وتشكيل حكومة غير فاسدة تتطلع لحقوق المواطنين.
وألقى محمد المصري كلمة بإسم المعتصمين قال فيها: "نلتقي اليوم في محطة من محطات الحراك الشعبي إستكمالا لتظاهرة 16 كانون الأول 2018 ومنصة إنطلاق للتحضير للتظاهرة المركزية التي ستجري في بيروت الأحد في العشرين من الشهر الجاري".
وأضاف: "نتحرك نحو بناء كتلة شعبية وازنة متحررة من القيود الطائفية وتحت شعار "في الشارع للانقاذ في مواجهة سياسة الإنهيار"، ونحن قادرون على مواجهة السلطة في نهب مقدرات الوطن وفي تحميل نتائج الإنهيار للفقراء وأصحاب الدخل المحدود، والسلطة الحاكمة أوصلت الأزمة السياسية والإقتصادية إلى ذروتها بتغليبها مصالح الطغمة المالية على حساب أكثرية الشعب وإنتهاجها سياسات مشبعة بالهدر والفساد وتشريع الزبائنية وإنعدام المسؤولية ووضوح الرؤية وبالتبعية الخارجية، مما أوصل مؤسسات الدولة إلى حالة الجمود والشلل وإقتصاد البلاد إلى حافة الإنهيار الوشيك".
وختم المصري بإلقاء تبعات سياسة الإنهيار على التحالف السلطوي المالي، وطالب "بعدم ذر الرماد بالعيون بإيهام الناس بأن تشكيل حكومة محاصصة ستحل الأزمة".
كما طالب "بإسترجاع المال العام الذي نهب من خلال إلغاء خدمة الدين العام، ونعم لنظام ضرائبي تصاعدي لا لضرائب غير مباشرة ونعم لرفع السرية المصرفية ومحاكمة الفاسدين وفتح ملف الكهرباء والعمل على تسويته وعدم المساس برواتب الموظفين وإنصاف المتقاعدين وتخفيض رواتب النواب ووقف التلوث، حيث أن نسبة الأمراض السرطانية في لبنان بلغت أعلى مستوى في العالم، ودعم القطاعات الزراعية".
ودعا إلى "مواجهة وطنية موحدة على إمتداد ساحة الوطن".
وفي طرابلس، اعتصم عدد من الناشطين الاجتماعيين في ساحة عبدالحميد كرامي "النور" وسط طرابلس، بدعوة من حملة "بدنا حقوقنا" تحت عنوان "لا للفساد"، ورفع المعتصمون لافتات تطالب بالعدالة والتنمية وفرص العمل ومحاسبة الفاسدين.
وفي الذوق، نفذ نشطاء في الحراك المدني والحزب الشيوعي واللبناني العربي الاشتراكي والتنظيم الشعبي الناصري تظاهرات في المناطق اللبنانية كافة، تحت عنوان "الى الشارع للانقاذ ومحاربة الفساد". ورغم الطقس السيء، سجلت منطقة ذوق مصبح امام شركة الكهرباء حضورا شعبيا للمطالبة بالحقوق الانسانية والطبية.
وخلال التظاهرة، القى ممثل عن الحراك المدني كلمة اشار فيها الى ان "هذا الحراك هو للضغط على السلطة الحاكمة، وقد اخترنا التحرك امام معمل الزوق لانه جزء من الفساد".
وهتف المتظاهرون ان "هذا النظام لن يدوم".
واعلنوا ان "التحرك مستمر على ان نلتقي في 20 من الشهر الحالي في الشارع".
وفي حلبا، نظم الحزب الشيوعي اللبناني - فرع عكار، اعتصاما وتجمعا في ساحة حلبا بعنوان "عكار الى الشارع في مواجهة سياسة الإفقار والحرمان"، شارك فيهما مناصرو الحزب وحزب الطليعة وعدد من الفاعليات والاهالي.
بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب، ألقت السيدة عايدة حداد كلمة الشيوعي قالت فيها: "من عمق الحرمان، من عمق التهميش في محافظة عكار المنكوبة والأكثر حرمانا من أدنى مقومات الحياة والعيش الكريم. من عكار نطلق الصرخة، صرخة وجع، صرخة استغاثة بعدما أوصلت هذه المجموعة الحاكمة الفاسدة والبرجوازية الحاقدة الى الازمة السياسية والاقتصادية. سلطة كيدية مشبعة بالفساد والهدر وانعدام المسؤولية أوصلت الوطن الى حال الجمود والفشل. جئنا اليوم عمالا،موظفين، معلمين، متعاقدين، متقاعدين، مزارعين وعاطلين عن العمل، جئنا لنطلق مواجهة مدوية تجاه هذه السلطة الفاشلة والمستهترة والتي تأخذ بالوطن الى الهاوية والكارثة الحتمية. الدين العام فوق 100 مليار دولار والحل على حساب المواطن ومن جيوبه الفارغة، والمستفيد الوحيد المصارف وحيتان المال ومافيات السلطة".
أضافت: "حتى لا يكون الانهيار والافقار على رؤوس المواطنين، نطلق معا صرخة موحدة وجبهة واحدة لا لسياسة الانهيار والافقار ولا لمؤتمر "سيدر" ومؤامراتهم على لبنان وشعبه ولا لسلطة المحاصصة والتبعية المدمرة للدول الإقليمية والدولية، نعم لمواجهة هذه الطغمة الحاكمة والساعية لانهيار الوطن سواء تشكلت الحكومة أو لا، ونعم لتوحيد كل الفئات الشعبية المتضررة وكل الاحزاب الوطنية ولتشكيل جبهة وطنية مقاومة موحدة على كل مساحة الوطن والانطلاق بكل الوسائل المتاحة لتغيير هذه السياسات الاقتصادية والاجتماعية لهذه السلطة الفاسدة أو نخسر الوطن".
وختمت حداد: "معا من أجل إعادة بناء وطن حر سعيد وسلطة قادرة على تأمين العيش بكرامة لكل اللبنانيين".
ثم ألقى ضاهر سليمان كلمة حزب الطليعة قال فيها: "المواطن يتألم ويعاني بسبب غياب مؤسسات الدولة عن القيام بأبسط واجباتها الاساسية تجاه مواطنيها. ماذا يطلب المواطن من مؤسسات الدولة، تأمين مياه نظيفة وكهرباء وطرقات وتعليم رسمي وطبابة وضمان شيخوخة".
ورأى أن "النظام الذي يحكم بلادنا يدافع عن اصحاب الرساميل والبنوك والشركات الكبيرة ويسحق الطبقات الشعبية، من هذا الوضع المؤلم كان لا بد من تحرك لقوى الطليعة والتقدم في المجتمع لمطالبة الدولة بتحقيق مطالب الشعب في تأمين لقمة العيش وفرص العمل وعدم دفع اولادنا الى الهجرة. فمن أجل كل ما تقدم كان هذا التحرك اليوم والاعتصام في ساحة حلبا وفي معظم ساحات المدن".