
تخلّف الرؤوساءُ العرب عن الالتحاق بركب القمة الاقتصادية في بيروت، وغيّبوا أنفسهم عن القرار العربي المشترك بإيعاز أميركي لا يريد لهذه القمة أن تنجح.
تعددت الأعذارُ العربية والنتيجة واحدة: هزالةٌ في مستوى التمثيل لغاياتٍ لا تهدف إلا لتفيذ الأجندة الأميركية وإفشال هذه القمة التي غابت عنها سوريا في الشكل، إلا أنها كانت الحاضر الأبرز في مضمون المواقف. وفي مقابل هذا الموقف العربي المقاطع، تطفو إلى الواجهة تساؤلات داخلية جمة، وفي مقدمها الأسباب التي لا تريد لبلدنا لبنان أن ينهض على المستويات السياسية والاقتصادية، والسؤال الأهم: أين إقران الأقوال بالأفعال حين يتحدّث بعض الزعماء العرب، لا سيما زعماء السعودية، عن الحرص على لبنان واقتصاده واستقراره.. أسئلة كشفت نتائجَها القمةُ الاقتصادية في بيروت، وعرّت بعضَ الأنظمة من ثوبها العربي المزيّف.
إذاً، تراجع الحضور العربي على مستوى الصف الأول ليقتصر على رئيس واحد بفعل الإملاءات الاميركية على عدد كبير من زعماء الأنظمة العربية. قالت الولايات المتحدة الأميركية كلمتها ومشت تاركة خلفها إملاءات أثبتت جدواها في الكثير من الأنظمة العربية التي تعمل رهن إشارة "العم سام".
وفي السياق، أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أن طلب الولايات المتحدة الأميركية من الدول العربية عدم رفع مستوى التمثيل في القمّة الاقتصادية ليس وهماً أو جزءاً من نظرية المؤامرة، فالتدليل على ذلك لم يعد يقتصر على المحور المُعادي للولايات المتحدة والسعودية بل تتحدّث عنه وسائل إعلام خليجية لتؤكّد وجود مسارٍ للضغط على لبنان الرسمي ودفعه إلى التخلّي عن المقاومة والابتعاد عن سوريا وإيران.
وأضافت الصحيفة إن الموضوع السوري بتفرّعاته كان الأكثر حضوراً أمس خلال نقاشات اللجنة الوزارية حول جدول الأعمال، مشيرة إلى أن اجتماع وزراء الخارجية والوزراء المعنيين أخذت حيّزاً كبيراً من النقاش، فلبنان يطلب تشجيع العودة الكريمة للنازحين إلى المناطق الآمنة في حين أنّ كلّ الدول الأخرى انقسمت بين مُطالبٍ بالحديث عن عودة طوعية ومن أراد إلغاء الفقرة كلياً بحجة أنّ هذا الموضوع سياسي وليس اقتصادياً.
رُفعت الجلسة الأولى من دون اتفاق حول الصيغة التي ستُعتمد على أساس أن يستكمل وزراء الخارجية النقاش حوله، الأمر الذي لم يحصل. فبعدَ الكلمات، قدّم الوزراء العرب مداخلات شدّدوا فيها على أنّ ملّف النازحين سياسي ويجب أن يكون مرتبطاً بالحلّ السياسي في سوريا. كان هناك تشدّد من قبلهم حول هذه النقطة، بحسب مصادر مشاركة في الاجتماعات، لينتهي الاجتماع بغياب اتفاق على صياغة الفقرة 6 من البند 13 مُلتبسة.
صحيفة "البناء" نقلت عن مصادر متابعة عدم تفاجئها بهذا الحجم الضئيل للتمثيل العربي، مشيرة إلى أن دولة عربية واحدة ضغطت على معظم الدول كي لا يشاركوا في القمة على مستوى الرؤساء لأسباب وحسابات إقليمية، رابطة بين الموقف المصري ومن ورائه السعودي والعربي عموماً بزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المنطقة، حيث التقى الملك السعودي والرئيس المصري.
صحيفة "اللواء" نقلت عن مصدر في اللجنة المنظمة إن ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول كانوا قد أكدوا مشاركتهم على مستوى القادة ورؤساء الدول ثم عدلوا عن الحضور. ووفقاً لمصادر دبلوماسية عربية، فإن نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة.