شارك الرؤساء اللبنانيون الثلاثة (الجمهورية) العماد ميشال عون و(مجلس النواب) نبيه بري و(مجلس الوزراء) سعد الحريري، في احتفال بعيد مار مارون، قبل ظهر السبت، في كنيسة القديس مارون في الجميزة شرق بيروت.
ودعا راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر لتسديد خطى رئيس الجمهورية "لما فيه خير لبنان"، مرحباً بمشاركة رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء "اللذين يضفيان بحضورهما المحب معنا فرحاً خاصاً، لنا ولجميع اللبنانيين".
وتحدث المطران بولس مطر عن إدخال الحكومة اللبنانية الجديدة "أملاً متجدداً إلى قلوب المواطنين بانطلاقة لبنان على طريق استعادة ذاته وتثبيت دوره في إطار المنطقة بأسرها. وهم راحوا في هذا المجال يرددون كلماتكم يا فخامة الرئيس بأن الحكومة الأولى للعهد بعد إجراء الانتخابات النيابية ستكون المؤشر والمنطلق إلى صعود لبنان نحو القمة التي تطمحون إلى أن يصعد إليها".
ولفت راعي أبرشية بيروت للموارنة إلى أن "في الأمر جم من المواقف المعبرة، وقد أتى بعضها من الداخل اللبناني، والبعض من دول المحيط لا بل من دول العالم المهتمة بشؤون لبنان، شرقا وغربا. ففي الداخل لاحظنا شبه إجماع على حسن استقبال هذه الحكومة لأنها جمعت في صفوفها معظم الكتل والآراء، وهي مدعوة بإذن الله للعمل صفا واحدا على إعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم".
وذكًّر المطران بولس مطر بأن "اللجوء إلى حكومات الوحدة الوطنية يتم عندما تكون بلاد ما في خطر وتصبح بحاجة إلى جمع قواها الحية من أجل الانتصار على عدوان داهم أو الخروج من مأزق عصيب يهددها بالوهن والتلاشي. أما من الخارج فكان هذا السيل من البرقيات المؤيدة للحكومة الجديدة التي تلقاها المسؤولون من كل حدب وصوب. ومنها ما أرسلته دول شقيقة وصديقة، أو دول متابعة للوضع في بلادنا".
واعتبر راعي أبرشية بيروت للموارنة أن الترحيب الخارجي بالحكومة الجديدة يدل على أن رسالة لبنان "هي العيش المشترك الحر والسوي بين أطيافه، بما يجب أن يهم الشرق والغرب على التساوي". ونوه بزيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات "حاملا إليها سلام الأخوة الإنسانية ورغبة في الحوار البناء بين المسلمين والمسيحيين وداعياً من كل قلبه إلى وقف الحرب في كل من العراق وليبيا واليمن وسوريا".
ودعا المطران بولس مطر إلى "تجنب ضياع الفرصة السانحة هذه أمام الوطن، ونهب جميعا لخدمته مركزين على صون مستقبله، كيانياً ودستورياً وطريقة حكم، وواضعين نصب عيوننا النجاح، والنجاح وحده، لكي ننسى يوماً أننا مررنا بمثل هذه المحنة أو نذكرها فلا تعاد"، وأكد أن لبنان لا يجب أنيتخلى عن ثوابته "دون أن ينكر نفسه لا بل علة وجوده".
وشدد راعي أبرشية بيروت للموارنة على ضرورة تكريس الجهود "قبل ذلك لإنقاذ الجسم الوطني من أزماته الاقتصادية والاجتماعية التي تشد عليه الخناق. ومن ثم نعود إلى التطوير الضروري عندما تقوى صحة البلاد، وتصبح قادرة على الاحتمال".
وطالب المطران بولس مطر بخدمة الناس و"إطلاق دفعة من هواء نقي في الأرجاء يقوي النزاهة الضرورية لإنهاض البلاد من كبوتها ولعودتها إلى الحياة الكفيلة بالعدالة لجميع الناس. لهذا يطالب الشعب مسؤوليه بأن يكونوا في هذه المرحلة يدا واحدة وقلبا واحدا من أجل لبنان"، ورأى أن "الإصلاح لا يتم إلا بتضامن وطني شامل، لا لبس فيه ولا تردد".