واشنطن بوست: انسحاب القوات الامريكية من سوريا سهل بالقول وليس بالفعل
تاريخ النشر 16:37 09-02-2019 الكاتب: إذاعة النور المصدر: واشنطن بوست البلد: الولايات المتحدة الأمريكية
159

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، مسألة سهلة بالقول وليس بالفعل، نظراً لأن تنفيذه يتخلله تعقيدات عديدة.

ترامب يعلن سحب القوات الأميركية من سوريا
ترامب يعلن سحب القوات الأميركية من سوريا

وفي تقرير لها، السبت، ذكرت الصحيفة أن قرار ترامب سحب القوات الامريكية من سوريا أثار صراعاً بين القوى الدولية والقوات المحلية لمعرفة كيفية ملء الفراغ الذي يحتمل أن يتسبب في زعزعة الأمن الذي سيتركه الامريكيون وراءهم.
ولفتت واشنطن بوست إلى أنه رغم استمرار الجهود الدبلوماسية، أصبح من الواضح أنه لا يوجد ترتيب واضح يبدو من شأنه أن يلبي الشواغل والأجندات المتنافسة لجميع الأطراف المعنية - وأنه من غير المحتمل أن يظهر أي منها قريباً.
وقال التقرير إن تركيا، وروسيا، وحلفاء أمريكا الأكراد في سوريا والحكومة السورية لديهم جميعاً مصلحة إستراتيجية في أي ترتيب لمستقبل شمال سوريا، ومع ذلك فإن معظم مطالبهم متعارضة تماماً، وإن كونهم لا يتحدثون مع بعضهم البعض فقط يضاعف صعوبة الوصول إلى حل.
ونوهت الصحيفة إلى أن تركيا تعتبر المسلحين الأكراد قوة إرهابية وتريد إنشاء "منطقة عازلة" تسيطر عليها تركيا لإبعادهم عن حدودها، ومن جهة ثانية حلفاء الولايات المتحدة الأكراد، يخشون الاضطهاد على أيدي القوات التركية إذا انسحبت أمريكا، وتريد إدارة ترامب إرضاء كلا الجانبين، والوفاء بوعودها المتناقضة لحماية حلفائها الأكراد وإعطاء تركيا حصة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الأكراد يفضلون عودة سلطة الحكومة السورية في المنطقة التي يسيطرون عليها، لكن وجود إيران أحد أقرب حلفاء سوريا والتي من جهتها إدارة ترامب تعترض على أي خطة تسمح للإيرانيين بالحفاظ على نفوذهم في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا آرون ستاين، قوله إن المواقف المختلفة "لا يمكن التوفيق بينها، وإنها قضايا ضخمة، ولا يمكن التوفيق بينها".
وبحسب الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين يقولون إنهم ملتزمون بالتفاوض على اتفاق تسليم، لكنهم يؤكدون أيضاً على أن القوات الأمريكية سوف تنسحب بغض النظر.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تثير احتمالية الانسحاب دون التوصل لاتفاق وهو الأمر الذي يمكن أن يغرق المنطقة في الفوضى، وربما في صراع مع القوى المتنافسة في تراكم مطالباتهم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين قولهم إن فراغ السلطة أو صراع جديد في منطقة شرق الفرات يمكن أن يساعد تنظيم داعش على العودة.