السيد نصر الله في ذكرى تأسيس هيئة دعم المقاومة: ماضون للنهاية في معركة مكافحة الفساد ويمكنهم ان يفكروا بكل شيء وان يتوقعوا كل شيء منا
تاريخ النشر 18:09 08-03-2019 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
314

أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أنّ معركة مكافحة الفساد والهدر المالي طويلة ولسنا مهتمين بالحصول فيها على مكاسب سياسيّة، مشيراً إلى أنّنا لسنا في منافسة مع أحد في هذه المعركة ولا نرضى الدخول في مزايدة مع احد.

السيّد نصر الله عن العقوبات الاقتصادية: للذين يفترضون أننا سننهار اقول "ستخيبون والمقاومة ستزداد قوة وصنعاً للإنتصارات"
السيّد نصر الله عن العقوبات الاقتصادية: للذين يفترضون أننا سننهار اقول "ستخيبون والمقاومة ستزداد قوة وصنعاً للإنتصارات"

وخلال الإحتفال بذكرى مرور ثلاثين عاماً على تأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية وذلك بالتزامن في مجمع المجتبى عليه السلام في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك، الهرمل، النبطية وحناوية، أشار الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله إلى أن العقوبات الاميركية ينتظر ان تشتد على حزب الله وداعميه والتضييق على البنوك اللبنانية مثال على ذلك، متوقعاً أن يكون هناك استحداث للوائح الارهاب لكل دولة وبعضها قد يضع حزب الله على هذه اللائحة كما فعلت بريطانيا ونتوقع قيام عدد اخر من الدول بذلك، مشدداً على أنه عندما يتخذون بحقنا إجراءات عقابية فذلك لأننا هزمناهم وكسرناهم وأسقطنا مشاريعهم ولأننا أقوياء ومقتدرون ولأننا ندافع عن دولنا".

ورأى السيد نصر الله أنهم "يصنفوننا كإرهابيين لانهم عاجزون اليوم بعد فشل حروبهم ومشاريعهم وخوفهم من خوض حروب جديدة"، موضحاً أن المقاومة ازدادت قوة وعزما وصلابة رغم كل اعتداءاتهم وعمليات اغتيالهم وعقوباتهم، لافتا ان العقوبات الحالية هي جزء من الحرب المالية الاقتصادية النفسية التي تُشنّ علينا، مبيّناً أنه "عندما نواجه صعوبات مالية نتيجة العقوبات يجب ان نعلم ان ذلك هو جزء من الحرب علينا".

وأكّد الأمين العام لحزب الله أنّ من أهم ما شكلته هيئة دعم المقاومة هو إتاحة الفرصة لتوسيع مساحة الجهاد لأن المقاومة تجاهد في النفس، والأهل يقدّمون فلذات أكبادهم، لافتاً إلى أنّ هناك مساحة الجهاد بالمال والمال تحتاجه أيّ مقاومة وهو أحد عناصر القوة الطبيعية لها.

وشدد سماحته ان "العقوبات تطال كل ما يتعلق بحركة المقاومة في منطقتنا لأن المطلوب هو اضعافنا وتجويعنا، ولكن على الرغم من كل ما يجري فهم لن يتمكنوا من افقارنا وحصارنا ومن يدعمنا هو مستمر في دعمنا سواء دول أم شعوب وجماهير".

وأضاف سماحته: "يجب أن نكون صامدين وأقوياء ومتمسكين بمعنوياتنا وعزيمتنا وستخيب آمالهم، منوّهاً إلى انه" سنعبر هذه الحرب وبنيتنا ستبقى متماسكة ولن يستطيعوا وقف الدماء في عروقنا والعزم في ارادتنا"، مضيفا "قد نواجه بعض الضيق والصعوبات ولكن بحسن الادارة والتدبير نستطيع ان نعبر هذه الحرب". 

وحذر سماحته "من يقف عند حافة النهر ينتظر جثتنا وانهيارنا بفعل الجوع والفقر، فإننا سنزداد قوة وعزماً، مذكراً بأنه عندما ذهب حزب الله الى سوريا وقف البعض في العالم ولبنان عند حافة النهر ينتظر جثتنا وهزيمتنا وانتصرنا".

وأشار السيد نصر الله أن المقاومة بحاجة اليوم الى الدعم لاننا في قلب المعركة الاقتصادية، داعياً هيئة دعم المقاومة لمواصلة نشاطها لتوفر فرصة الجهاد بالمال وتساعد في المعركة القائمة.

وفي ملف مكافحة الفساد والهدر المالي، أشار سماحته إلى أنّنا أمام مفصل وجودي ويجب العمل لتجنيب توجه لبنان الافلاس والانهيار المالي والاقتصادي، مضيفا "لا يمكن أن نقف متفرجين من أجل "أن لا يزعل حزب أو تيار أو فرد" ونترك بلدنا يسير باتجاه الانهيار، مؤكدا الدعم لأي متقدّم لملف أو أدلة أو مستندات تتعلق بالفساد الى القضاء والوقوف خلفه.

ونبّه السيّد نصر الله إلى أنّ هناك من يحاول تحويل معركة الفساد الى صراع طائفي لحماية فاسدين مفترضين، كما أنّ هناك من يحاول زرع الخوف من تداعيات هذه المعركة لوقفها، داعياً إلى عدم المراهنة على تعبنا ومن يجد "زجاجاً في بيتنا فليرمه بحجر" وليقدمه الى القضاء، مضيفا "لن يثنينا شيء، نحن ماضون الى النهاية ويمكنهم ان يفكروا بكل شيء وان يتوقعوا كل شيء من حزب الله".

ولفت السيّد نصر الله إلى أنّ الفساد المالي هو الملف الأخطر وما يُعرف بالـ 11 مليار دولار جزء من هذا الملف، مشيراً إلى أنّه منذ عام ثلاثة وتسعين وحتى عام ألفين وسبعة عشر هناك وضع مشبوه وغير صحي في الادارة المالية، مشددا على وجوب البدء بالإصلاح المالي في موازنة الدولة، منبّهاً إلى أنّ كلام مدير عام المالية يدل على أمر خطير وليست مسألة عادية.

ودعا الأمين العام لحزب الله على عدم الرهان على خوفنا من حرب اهلية لنسكت أو نتراجع، مضيفا "إذا قبلنا بتسوية ملف الحسابات المالية للدولة فنكون حزباً منافقاً وكذلك فإن كل حزب يقبل بتضييع المال العام يكون منافقاً ويكذب على اللبنانيين".

واكد السيد نصر الله إننا لا نريد أن نكون وحدنا في معركة مواجهة الفساد، ولكن في الوقت نفسه لا نخاف أن نكون كذلك، منبهاً إلى أن الفاسدين والسارقين والناهبين في الدولة سيدافعون عن انفسهم وسيمنعون هذه المعركة التي ستنتصر، مضيفاً "ما واجهناه في معركة المقاومة نواجهه هو ذاته في معركة الفساد من خلال زرع اليأس فينا، فهناك من يحاول التشكيك بنا في معركة محاربة الفساد كما شككوا بنا في معركة الدفاع عن الارض، لكننا مستمرون في معركة مواجهة الفساد رغم الكمّ الهائل من الشتائم الذي تعرضنا له".

وختم السيد نصر الله كلمته بالتأكيد على اكمال معركة المقاومة ومحاربة الفساد ليبقى لبنان سيدا عزيزا قويا في مواجهة كل الظروف وبلدا امنا ويعيش اهله سلامهم الداخلي، مباركا لكل الاخوة والاخوات الذين تعبوا وضحوا وكل الشكر والتقدير والاحترام والى المزيد من الجهاد في كل الساحات والى مزيد من الانتصار في كل المعارك.