النزعةُ المتطرفة في بث الخطابات العنصرية تشحذ الإرهاب: مجزرة نيوزيلاندا شاهد إضافي على الخطاب التحريضي للإدارة الأميركية (تقرير)
تاريخ النشر 13:45 16-03-2019الكاتب: حسن بدرانالمصدر: إذاعة النورالبلد: نيوزيلاندا
102
بعباراتٍ عنصرية مقيتة مهّد سفاح مجزرة نيوزيلاندا لجريمته البشعة قبل ارتكابها بدم بارد على مدى أكثر من ساعة حاصداً أرواح ما يقرب من خمسين ضحية وعدد كبير من الجرحى.
مجزرة نيوزيلاندا شاهد إضافي على الخطاب التحريضي للإدارة الأميركية
عباراتٌ متطرفة إستلهمها المرتكب من أسلاف له، منهم ملوك وحكام مضى على بعضهم الزمن وبعضهم لا يزال معاصراً، وفي طليعتهم دونالد ترامب الرئيس الأميركي الحالي.
هو تطرف مقيت لم يستغربه أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حسام مطر في حديث لإذاعة النور، ذلك أن خطابات العنف والكراهية المعاصرة لها تأثيرها بين هؤلاء المجرمين، لافتاً إلى أن هناك "أزمة هوية تكتسح الغرب على وجه التحديد، أسبابها مرتبطة بإخفاق النظام الدولي والليبرالية وضمور الطبقات الوسطى وشعور الغربيين بأنهم يفقدون اليوم ميزات تمتعوا بها لقرون، كما أن جزءاً من المجتمعات المحلية في الغرب يشعر بأنه مهدد في هويته وديمقراطيته واقتصاده، ويشعر بأن عليه العودة إلى الأفكار القومية والانغلاق والتقوقع، ما يعزز تصاعد نزعات اليمين المتطرف في الغرب كله، هذا اليمين الذي يستهدف الأجانب عموماً ،كهدف سهل قابلٍ للشيطنة، وليس المسلمين فقط".
ويضيف الدكتور مطر إن موجة العنصرية في الغرب ستتصاعد لأسباب عدة، أبرزها الأزمة الاقتصادية التي تجتاح الغرب، لا سيما لدى الطبقات الوسطى التي تحمّل العولمة مسؤولية فتح بلادها أمام المهاجرين الذين يحظون بالوظائف ويتسببون بتغيير ثقافي وديمغرافي، إضافة إلى أن شعوب الغرب لم تعد تثق بالديمقراطية بعد أن هيمنت عليها التكتلات ومراكز القوى الاقتصادية، ما يوجِد أرضية خصبة للمدّ العنصري وللتيارات اليمينية، ناهيك عن التحريض الممنهج الذي تمارسه الإدارة الأميركية والصهاينة لأسباب جيو – استراتيجية، وعن ارتكابات التنظيمات الإرهابية.
وتوقع مطر أن تصدر ردود فعل من قبل إسلاميين في الغرب تجاه ما يحصل، ما سيشحن بدوره المزيد من التطرف اليميني في الغرب، مرجحاً أن تُستكمل هذه الموجة بشدة.
سفاح نيوزيلاندا لم يكن إذاً شخصاً مجنوناً أو معتوهاً نفسياً إنما متجرع لفنون التطرف والإجرام والبغض عن سابق إصرار وترصد وحقد دفين تغذيه خطابات الكراهية المبنيّة على سياسات عنصرية.