لكن الهدف لم يكن كذلك، حيث أكد الباحث الدكتور وسيم بزي في حديث لإذاعة النور أن "طريق المحافظين الجدد مع إدارة جورج بوش الإبن كان قد وضع مشروعه الكبير لبناء ما سُمي في حينه بالشرق الأوسط الجديد وكانت العراق خطوة مفصلية في سياق هذا البناء".

وأضاف إن "حضور الشعب العراقي المؤثر في الساحات والمقاومة العراقية ووعي أبناء المنطقة، خصوصاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا، كانت لها دور جوهري في إسقاط هذا المشروع على أرض العراق"، مشيراً إلى "خروج الأميركيين بالشكل الذليل حينما رفض رئيس الوزراء العراقي عام 2011 توقيع إتفاقية تشريع العلاقة المديدة بين القوات الأميركية والدولة العراقية، وهذه شكلت معنى من معاني الخروج الذليل للأمريكيين".

خرج الأميركي ذليلاً من العراق لكن مشروعه لم ينته حيث عاد لكن هذه المرة من بوابة التنظيمات الإرهابية، أضاف بزي، لافتاً إلى أن "الأميركيين لم يناموا فعلياً على هذه الهزيمة وكان داعش الإرهابي الأداة التي استخدمت كمبرر للعودة إلى العراق باسم إنقاذ العالم من جرائم الإسلام الوهابي التكفيري المدّعى، وهكذا أُعيد إثبات السياسات القديمة لكن مع تطوير في الآليات المستخدمة دون الرجوع عن الأهداف الأساسية".

ويكفي أن يعرف العالم أنه منذ عام 2003 تكلفت واشنطن 7 ترليون دولار للوصول إلى مبتغاها في العراق والهيمنة عليه، فيما النتيجة كانت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إضطرت طائرته للهبوط في الظلام في زيارته الأخيرة للعراق.