وطرحت هذه الانتخابات أسئلة عن المزاج الطرابلسي بعد وعود مضى عليها عقود من دون أن يتحقق أي منها ما دفع الناخب في الشمال إلى رفع الصوت عالياً في وجه آخذي المدينة إلى مسارب التقاتل والعوز والحاجة والفقر.

عادت ديما جمالي نائباً إلى ساحة النجمة لكن بأرقام أظهرت فشل تيار "المستقبل" شعبياً في الساحة الطرابلسية على الرغم من كل التجييش السياسي والتحريض الطائفي الذي قام مع حلفائه منذ أسابيع.

وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن أعلنت فوز المرشحة ديما جمالي في الإنتخابات الفرعية في طرابلس بـ19387 صوتاً، مشيرة إلى أن نسبة الإقتراع بلغت 12.55%، وشكرت الحسن الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام لمواكبة اليوم الإنتخابي.

الى ذلك، اكدت الجمعية اللبنانية من أجل ​ديمقراطية الإنتخابات​ أنه جرى تسجيل تدن غير مسبوق في نسب المشاركة في الإنتخابات العامة والفرعية منذ انتخابات العام 1992 مع استمرار الخرق الفاضح للصمت الإنتخابي من قبل وسائل الإعلام والمرشحين في مخالفة لقانون الإنتخابات.

وفي السياق، اشار المرشح ​​مصباح الأحدب إلى أن ما تبين من الأرقام يكشف أن التحالف السياسي الذي جرى بين رئيس ​الحكومة سعد الحريري​ والوزير السابق ​محمد الصفدي​ والرئيس ​نجيب ميقاتي​ والزخم الذي أتى من رؤساء ونواب سابقين لم يتجلى إلا بنسبة متدنية جداً وهذا التحالف السياسي لا يستطيع أن يتحدث باسم طرابلس.

من جهته، المرشح ​ يحيى مولود وخلال مؤتمر صحفي إعتبر أن المعارضة إنتصرت في طرابلس وأن الطرابلسيين قالوا ألف لا للسلطة السياسية الممثلة بالزعامات.

وتعليقاً على نسبة الإقتراع المتدنية قال رئيس تيار الكرامة النائب ​فيصل كرامي: إن خيبة الظن بكل الوعود التي أعطاها المسؤولون في السابق لأهالي طرابلس تجلت في هذه النسبة الضئيلة وتجلت بمقاطعة الإنتخابات والتي كانت طبيعية وهي نتيجة الظلم الذي لحق بلائحة "الكرامة الوطنية" وخطاب التحريض المذهبي الذي لم تعد تصدقه الناس.