فرض الموقف اللبناني الموحّد من مسألة التنقيب عن النفط مزاجاً جديداً على الموقف الأميركي،برز خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد لبيروت حيث أنّه، وبحسب صحيفة الأخبار تفاوض على الحدود البحرية من الصفر كما اعرب عن قبوله بدور الأمم المتحدّة.
وإذ لفتت الصحيفة إلى أنّ انفتاح ساترفيلد المستجد، هدفه ضمان المصلحة الإسرائيلية المباشرة اشارت في المقابل الى انه يعمل على تبريد جبهة الصراع على الحدود البحرية لإنعكاسها على خطط العدو بالتنقيب عن النفط في الحقول الشمالية،كما انه يعمل على دعم محاولات الأميركيين لتحييد ساحات الصراع المتعدّدة، ومنها الساحة اللبنانية، عن الحرب الاقتصادية الإعلامية المفتوحة ضد إيران مباشرةً. وثالثاً،العمل على فصل أي تلازم للمسارات في التفاوض بين لبنان وسوريا مع العدوّ الصهيوني.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ أكثر من مؤشّر برز في الأشهر الأخيرة يدعم حرص العدوّ والأميركيين،على الترويج للاستفراد بلبنان والتمهيد لدفعه إلى مفاوضات تسوية منفردة،على وقع صفقة القرن،التي ينوي الأميركيون الإفراج عن بنودها رسمياً في الشهر المقبل.
ومن ابرز هذه المؤشّرات:محاولات الترويج الإسرائيليّة للبحث عن حلول مع لبنان لبلدة الغجر المحتلّة،حيث نقل دبلوماسيون عن مسؤولين إسرائيليين قولهم بإمكان حصول تفاهم مع لبنان على انسحاب العدو من الجزء الشمالي من قرية الغجر المحتلة.غير ان مصادر لبنانية أمنية رفيعة المستوى اكدت للاخبار أنّ الترويج الإسرائيلي هذا هدفه جسّ النبض اللبناني حيال صفقة من هذا النوع،لكن لم يطرح أيّ أمر رسمي من هذا النوع مع أي وسيط،على أنّ لبنانية الغجر محسومة وغير قابلة للتفاوض.
صحيفة الاخبار لخصت مجموعة من النقاط في جولة ساترفيلد هي: أوّلاً،استطاع لبنان تحويل التهديد إلى فرصة.فالتهديد بقضم الحقوق في البحر،تحوّل إلى ورقة ضغط على العدوّ بالرفض المطلق، لدفعه إلى الطلب من الأميركيين تحريك ملفّ التفاوض.
وعلى ما أكّد في بيروت، فإن مساعد وزير الخارجية الأميركي لم يتسنّ له وضع العدو الصهيوني في صورة الورقة اللبنانية. ولأجل ذلك سيزور اليوم تل أبيب، ومن المتوقّع أن يعود الأسبوع المقبل إلى بيروت.
ثانياً، يبرز التحوّل في الموقف الأميركي،بالتوقّف عن الإشارة إلى خطّ هوف كمرجع وحيد لأي حلّ لأزمة الحدود البحرية،وهذا يعني نجاح لبنان في تليين الموقف الأميركي المعدّ سلفاً لقضم الحقوق اللبنانية في المنطقة الاقتصادية الخالصة جنوباً.
ثالثاً،تراجع الجانب الأميركي عن رفض دور الأمم المتحدة في المفاوضات، وأن العرض الوحيد الممكن هو تفاوض ثنائي برعاية أميركية،كما كان يطرح ساترفيلد منذ ثلاثة أعوام.
رابعاً، على عكس ما يحاول العدوّ والأميركيون ترويجه، عن أن خط أنابيب غاز شرق المتوسط الإسرائيلي انطلق فعلاً،فإن المعلومات تؤكّد أن المشروع يعاني من أزمة خطيرة. فهو بالدرجة الأولى لم يستوفِ حتى الآن جدواه الاقتصادية، ما لم تنضمّ إليه دولة ثالثة غير الكيان الغاصب واليونان.ومن هنا تبرز المحاولات الأميركية السابقة لإدخال الغاز اللبناني في هذا الخط وفق الصحيفة عينها.