ساترفيلد غادر لبنان دون تحديد موعدٍ للعودة: إشارات سلبية حملها الموفد الأميركي عن التزام العدوّ "الإسرائيلي" بالشروط اللبنانية لترسيم الحدود
تاريخ النشر 09:51 14-06-2019 الكاتب: صباح مزنر المصدر: إذاعة النور - صحيفة "الأخبار" البلد: محلي
84

لم يتغيّر السلوك "الإسرائيلي" الدائم بالتراجع عن التعهدات واختلاق الأكاذيب لأجل شراء الوقت وعدم التنازل،

مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد
مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد

وهو ما يحكم سياق المبادرة التي يرعاها مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد للبدء بمفاوضات غير مباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني لترسيم الحدود البحرية والبريّة.

وفي الإطار، رأت صحيفة "الأخبار" أن زيارة ساترفيلد حملت إشارات سلبية عن مدى التزام العدوّ بالشروط اللبنانية، فلبنان لن يقبل بغير تلازم مسارَي البر والبحر في ترسيم الحدود، وهو ما أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري للموفد الأميركي، الذي غادر من دون تحديد موعدٍ للعودة. فطوال السنوات الماضية، كان امتناع العدوّ "الإسرائيلي" عن القبول بترابط البحث في مصير الحدود البرية والبحريّة، يقف عائقاً أمام انطلاق مفاوضات الترسيم غير المباشرة، وحين أتى ساترفيلد طارحاً مبدأ التفاوض، كان مدخل قبول لبنان بهذا المبدأ، مرهوناً بالتحوّل في الموقف "الإسرائيلي" نحو القبول بترابط مسارَي البر والبحر. وفي الوقت ذاته، عمل العدوّ، ولا يزال يعمل كلّ يوم، على فرض الأمر الواقع في النقاط اللبنانية الثلاثة عشرة المحتلة (المتعارف عليها في لغة "اليونيفيل" بالمناطق "المتحفَّظ عليها")، وفرض سيطرته عليها بالقوّة كما حصل في منطقة عديسة ــــ "مسكافعام". وهذا القضم التدريجي للأرض اللبنانية هدفه واضح، وهو التمهيد لنزع أوراق القوّة في البرّ من يد المفاوض اللبناني والاستفراد بالحدود البحرية، ولا سيّما النقطة "بي 1" (قرب رأس الناقورة) التي يرتبط بها الترسيم البحري ترابطاً عضوياً كونها نقطة التقاء الموج باليابسة.

وتضيف "الأخبار" إن ساترفيلد حمل قبل يومين نقضاً كاملاً لكلّ ما قامت عليه مبادرته، فالموفد الأميركي وضع المرجعيات اللبنانية بصورة رفض العدوّ "الإسرائيلي" التوقيع على اتفاق خطّي بتلازم مسار البحث في الحدود البرية والبحرية معاً.

الأمر الآخر الذي يرفض العدوّ التعهّد به، كما نقل ساترفيلد، هو وقف كامل للأعمال الأحادية على طول "الخطّ الأزرق"، الأمر الذي يطالب به رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وبحسب معلومات الصحيفة، فإن العدوّ عرض أن يوقف الأعمال الأحادية لفترة غير محدّدة، ولكن ليس على طول "الخطّ الأزرق"، إنّما في نقاط "التحفّظ" حصراً، الأمر الذي رفضه الجانب اللبناني رفضاً قاطعاً، وأبلغ ساترفيلد بهذا الموقف، في وقت نقل فيه أكثر من مصدر سياسي رفيع المستوى معني بملف التفاوض لـ"الأخبار" أن "الأجواء سلبيّة"، من دون أن تُنهي المصادر احتمال تحسّن ظروف المبادرة التفاوضية، إذا سار العدوّ بالشروط اللبنانية.

وفي مقابل التصعيد "الإسرائيلي"، يبدو أن القرار اللبناني بعدم التصعيد بدأ يتغيّر، إذ أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى لـ"الأخبار" عزم الجيش اللبناني على نصب برج يحمل معدّات للمراقبة على الحدود، بين النقطتين "أم 1" و"أم 2" (قرب الناقورة)، في مقابل البرج "الإسرائيلي"، في بقعة حرجية مليئة بالألغام والقنابل العنقودية.