الصحافة الأميركية تتحدث عن خلافات أميركية داخلية بعد إسقاط الطائرة وتعكس تخوّف واشنطن من ضرب إيران (تقرير)
تاريخ النشر 13:09 22-06-2019 الكاتب: حسين سلمان المصدر: إذاعة النور البلد: الولايات المتحدة الأمريكية
104

تبايناتٌ بالجملة عكسها الإعلام الأميركي في أعقاب حادثة إسقاط الطائرة الأميركية فوق السيادة الإيرانية والتباين داخل الإدارة الأميركية بين مَن يدعو إلى ضربة عسكرية وآخر يرفضها.

الخلافات داخل الإدارة الأميركية طفت إلى الواجهة بعد إسقاط طائرة التجسس
الخلافات داخل الإدارة الأميركية طفت إلى الواجهة بعد إسقاط طائرة التجسس

وفي الإطار، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية المداولات التي  جرت عقب إسقاط الطائرة الأميركية وصولاً إلى قرار ترامب القيام بعملٍ عسكري ضد إيران وتراجعه عنه في الدقيقة الأخيرة، لافتة إلى استدعائه كبار مستشاريه إلى المكتب البيضاوي مساء أول من أمس وبدأ بطرح أسئلة حساسة قبل دقائق من بدء العملية، والجديد الذي تكشفه الصحيفة أن الأسئلة هذه حول عدد الخسائر كان سبق لترامب أن حصل على أجوبتها بالتفاصيل في وقت سابق لكن مع انضمام مستشاره للأمن القومي جون بولتون إلى النقاش ودفاعه بشدة عن خيار شنّ ضربات ضد إيران أراد ترامب معاودة طرح الأسئلة نفسها ليتراجع عن قراره بحلول نهاية الاجتماع.

وتقول "واشنطن بوست" إن قرار ترامب بالتراجع جاء تتويجاً لأربع وعشرين ساعة محمومة ومليئة بالاضطرابات والتناقضات والحيرة لدى الكونغرس والقلق الواضح في أوساط خبراء الأمن القومي من أن الإدارة قد تنزلق إلى صراع دامٍ في الشرق الأوسط لطالما وقف ترامب ضده. وتشير الصحيفة الاميركية إلى أن ما قام به ترامب ترك انطباعاً في الكونغرس بأنه لا يملك استراتيجية واضحة لإدارة العلاقة مع إيران ما جعله يوجه عدداً من المساعدين والشخصيات المؤيدة له للظهور عبر القنوات التلفزيونية من أجل الدفاع عنه.

ومن جهة ثانية، كشفت الصحيفة أن ترامب استجاب لنصيحة الصحافي تاكر كارلسون في قناته المفضلة "فوكس نيوز" وقرر إلغاء الضربة ضد إيران، وذكرت الصحيفة أن كارلسون أعرب لترامب خلال جلسة معه عن رأي مفاده أن الانتقام لطائرة أمريكية بدون طيار أسقطها الإيرانيون سيكون ضرباً من الجنون. وأقنع كارلسون ترامب بأن من سمّاهم "الصقور" المصرين داخل الإدارة الأمريكية على استخدام القوة ضد طهران، لا يتصرفون وفقاً مصلحة الرئيس نفسه، فإذا ما أقدمت واشنطن على إشعال فتيل الحرب مع إيران فإن على ترامب أن يقول وداعاً لأي أمل في إعادة انتخابه رئيساً في العام المقبل.

شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية هاجمت مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وقالت إنه سيدفع دائماً نحو حروب كارثية.

بدوره، لفت موقع "​واشنطن​ اكزامينر" الأميركي إلى أن مؤيدي "​أميركا​ أولاً" يرون أن الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ أنقذ رئاسته من بين يدي مستشاره للأمن القومي ​جون بولتون​ بقرار التراجع عن ضرب ​إيران​ ونقل الموقع عن مسؤول أميركي  أن ترامب لا يثق  بمستشارة جون بولتون ووزير خارجيته مايك بومبيو وقد شعر بأنهما يحشرانه في مكان لا يريده وينتزعان الرئاسة منه.

وتحت عنوان "تكتيكات طهران أربكت ترامب"، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريراً يتحدث عن مستجدات الأزمة بين واشنطن وطهران وما يرتبط بها من أبعاد إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وقالت الصحيفة  إن إسقاط الطائرة الأمريكية فوق مضيق هرمز كان أول هجوم ناجح لإيران على هدف أمريكي منذ تصاعد التوتر وكان يتوقع أن يشعل حرباً مباشرة بينهما.