السيد ابراهيم أمين السيد: المال العام أمانة لا يمكن التصرف به
تاريخ النشر 18:14 23-06-2019 الكاتب: إذاعة النور المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام البلد: محلي
116

نظمت مديرية العمل البلدي في حزب الله، الأحد، احتفالها السنوي التاسع الخاص بإطلاق الخطط السنوية للبلديات والاتحادات البلدية، في قاعة تموز في بعلبك، برعاية رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد، وحضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، النواب حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، علي المقداد، ابراهيم الموسوي، أنور جمعة والوليد سكرية، المستشار السياسي لأمين عام الحزب النائب السابق حسين الموسوي، مسؤول منطقة البقاع حسين النمر، مسؤول مديرية العمل البلدي في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، مسؤول مكتب الشؤون البلدية لحركة أمل في إقليم البقاع عباس مرتضى، رؤساء بلديات واتحاد بلدية ومخاتير وفعاليات اجتماعية.

إطلاق الخطط السنوية للبلديات والاتحادات البلدية في بعلبك
إطلاق الخطط السنوية للبلديات والاتحادات البلدية في بعلبك

واستهل النمر اللقاء، فقال: "نحن بحاجة إلى تحولات تنموية تعتمد التخطيط الاستراتيجي، لأن التفكير سنة بسنة غير مفيد، لذا المطلوب أن نفكر استراتيجيا بالتحولات الممكنة أو التي نأمل تحقيقها، ولكن هذه المنهجية بحاجة إلى تحول اجتماعي في المفاهيم وفي الثقافة المجتمعية لتسويق الأفكار التنموية".

واعتبر أن "التبادل الذي جرى في 45 موقعا بين رؤساء بلديات واتحادات ونواب رؤساء خلال شهر، تم بحب ورضى، وهو مشهد طيب يدل عن رقي وحس مسؤول، ومن اللافت أن رؤساء البلديات ونوابهم الذين استقالوا استمروا في عملهم بفاعلية في المجالس البلدية، وهذا مشهد آخر إيجابي فيه قوة للشخص ولمن يمثل، وللمجلس البلدي وللمجتمع الأهلي الذي منحه الثقة".

بدوره قال المحافظ خضر: "دخلت السنة السادسة لاستلامي مهام المحافظة، وأنا اعتبر نفسي منكم، وأحد أبناء بعلبك الهرمل، وإنني بداية أتوجه بالتحية إلى جميع رؤساء البلديات والاتحادات البلدية الذين كان لي الشرف في العمل والتعاون معهم، وأتمنى للذين استلموا مهامهم الجديدة التوفيق والنجاح، وكما كنت في السابق إلى جانب الرؤساء السابقين، سأكون أيضا إلى جانب الجدد في العمل لما فيه مصلحة مدن وبلدات وأهالي محافظة بعلبك الهرمل".

وأضاف: "على المستوى الأمني وصلنا إلى واقع مريح وجيد جدا، فالأمن في بعلبك الهرمل أفضل من مناطق كثيرة في لبنان، وحتى أفضل من مناطق خارج لبنان أيضا، ولكن أحيانا نحن نجلد أنفسنا أكثر من اللازم عند حصول أي حادث أمني، ففي أي منطقة من لبنان تأخذ الحادثة حجمها الطبيعي، ولكن عند حصول أي حادث فردي في بعلبك الهرمل، يبدأ التهويل على مواقع التواصل الاجتماعي وكأن الخطة الأمنية مهددة أو الموسم السياحي سينهار، هذا أمر مستهجن ومرفوض وغير موضوعي ولا مبرر له، المفروض عند حصول أي ثغرة أن نعمل على معالجتها بمسؤولية وحكمة".

وتابع: "نحن بحاجة للعمل أكثر على الثقافة المجتمعية، وبحاجة للتفكير في مصلحة الأجيال القادمة، ويجب أن نراعي على الدوام في عملنا وادائنا المصلحة العامة"، وقال: "لا أحسد الذين يتولون رئاسة البلديات في ظل الأزمة المالية بحكم تأخر دفع المستحقات، وضعف الجباية، كما أن وجود النازحين السوريين رتب أعباء إضافية على كاهل البلديات، ولكن هذه الصعوبات لم تحل دون نجاحنا في الحصول على الكثير من المشاريع الممولة من الجهات الدولية المانحة، وقد وصلت قيمة المشاريع المنفذة سنويا إلى حوالى 13 مليون دولار، ولكن للأسف بعض المشاريع التي رصدت لها الأموال لم تنفذ نتيجة خلافات عائلية في البلدة، ومصالح شخصية أو اعتبارات معينة، وهنا تكمن أهمية الثقافة التنموية".

وأشار إلى مشروع في إحدى البلدات قيمته 900 ألف دولار طار بفعل الخلافات العائلية، ومحطة تكرير مياه الصرف الصحي المقررة للهرمل والمرصود لها حوالي 12 مليون دولار متوقف مشروعها بسبب الخلافات المحلية، ومن المستغرب عرقلة مشروع يخفف التلوث عن نهر العاصي والمياه الجوفية والبيئة، المطلوب أن نتعاون للعمل على نشر الثقافة التنموية".

وختم خضر: "لقد حققنا الكثير من الإنجازات، وما زال أمامنا الكثير لتحقيقه، فالحرمان الذي عمره عقود من الزمن يتطلب الكثير من العمل والجهد، ونأمل أن يبصر النور اقتراح الرئيس نبيه بري بإنشاء مجلس إنمائي لبعلبك الهرمل ومجلس آخر لعكار، للمساهمة بالنهوض بالمنطقة وإنمائها".

وبعد عرض فيلم عن الإنجازات، تحدث مصطفى فدعا إلى أن "نتوخى في عملنا مرضاة الله، وتحمل مسؤوليتنا في خدمة الناس، وإنفاق المال العام وفق الأصول وتبعا للأولويات".

وتحدث رئيس المجلس السياسي في حزب الله، فاعتبر "أن المختبر الاساسي للبشرية هو في قدرتها وكفاءتها وجدارتها بالانتقال بالعمل من الفردية الى الجماعية، واحد معايير تقدم ونجاح البلديات هو مدى تقدمها في العمل المشترك وفي عمل الفريق الواحد واعظم الدول هي التي تلبي طموحات الجماعة في مقابل طموحات الفرد".

ورأى السيد إبراهيم أمين السيد "ان تقسيم ولاية المجلس البلدي سنة بسنة او سنتين بسنتين هو مشهد غير حضاري وفيه اهانة للبلدة لانه يعني بانها غير قادرة على ان تجتمع على شخص لولاية كاملة فهذا امر سلبي".

وتوجه الى رؤساء البلديات والاتحادات بالقول: "المال العام امانة لا تستطيعون التصرف به الا وفق مسؤولية قانونية وشرعية فهذا مال الناس وليس مالكم ولا يوجد احد في الدولة، لديه صلاحية مسامحة انسان بأن يأخذ من المال العام"، واستبعد السيد اندلاع الحرب في الخليج، وقال: "مع هذا الرئيس الاميركي كل شيء ممكن، ولكن في السياق العام الموجود اليوم دوليا، لا أظن أن هناك مصلحة جدية بالذهاب إلى حرب".

وتابع: "محور المقاومة والممانعة الذي يطرح الحرية والاستقلال لمنطقتنا يتقدم، والمحور الآخر الذي يريد أن يفرض علينا خيارات وسياسات وثقافات يتأخر، ومن جملة الأمور التي تشكل نقطة ضعف عند الأميركيين بالذات وعند الاسرائيليين، مع فارق بسيط بينهما، أن الأميركيين لا يريدون أن يدخلوا في حرب اميركية بالمظهر، ولكنهم يرغبون بالدخول في حرب عبر الأدوات، ولكن أدواتهم لم تعد قادرة أن تقود حربا بالوكالة عن الأميركيين".

وقال: "هناك مشهد عندما أتى رئيس وزراء اليابان إلى إيران والتقى مع سماحة القائد السيد علي الخامنئي، قال أنا لا استلم الرسالة، وليس بيني وبين ترامب تبادل رسائل، وهذا الرجل لا يستحق أن يكون بيني وبينه تبادل رسائل. إن الدين الذي يصنع هذه العزة والكرامة والقوة والشرف والحرية هو دين جدير أن يعتنقه الناس، أما الدين الذي يصنع الذل والإذلال والخضوع، هذا دين للاستغلال وليس للاعتناق، ما حصل هو إعادة اعتبار للاسلام ولعظمته، كشف الامام الخامنئي في هذا الموقف كل التزييف وكل الادعاء الذي قام به البعض باسم الإسلام، وكل هذه الروايات الخادعة، وكل العناوين الكاذبة التي تملأ عالمنا الاسلامي، والتي فيها إهانة لإنسانيتنا وديننا وحضارتنا، وأرادت أن تحولنا إلى مجرد خاضعين امام اعدائنا وتحويلنا إلى مجتمع ليس له قضية، مجتمع فقراء ومساكين وجائعين يطلبون لقمة العيش".

وأردف: "الذي يجري في فلسطين أو في البحرين هو نفس الموضوع، هم ينظرون الى الشعب الفلسطيني على انه شعب فقير ويمكن أن تحل مشكلة الفقر عنده بأموال الخليج، هم لا ينظرون بالطبع إلى الشعب الفلسطيني على أنه شعب يحمل أعظم قضية في هذا العصر، لم يروا ذلك، ولم يروا حق الشعب الفلسطيني في الوجود وحقوقه السياسية بل نظروا إليه كمجموعة فقراء يحل موضوعه في مؤتمر البحرين، هذه إهانة كبيرة لهذا الشعب الطيب والعظيم الموجود في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، في كل هذه الاماكن يوجد شعب عظيم اسمه شعب عربي وهناك شعب عظيم يطلب الحرية والاستقلال، يريدون من هذه الشعوب أن يكونوا فقراء وليس سياديين أو ثوارا أو معارضة، ويعتبرون أن المال الخليجي كفيل بان يحل المشكلة، ولكن الشعب الفلسطيني سيقول لا والشعوب العربية ستقول لا، ومرة جديدة هناك قائد بمستوى هذه الشعوب يستطيع ان يقول لا لهؤلاء، ويصنع على أساسها شعبا مؤمنا وحرا، يطلب الحرية والكرامة والامكانية والحضارة".


وفي الختام جرى تكريم رؤساء الاتحادات البلدية والبلديات ونوابهم الذين أنهوا المرحلة الأولى من ولايتهم في خدمة مجتمعهم الأهلي.