في خطابه الأخير، يقول الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله إن "الحرب إنْ حصلت لن يستطيع أحد أن ينأى بنفسه عنها"، ويضيف: "من قال إنه سيتم تحييد إسرائيل في أي حرب مقبلة؟.. إذا حصلت حرب على إيران، أوّل من سيقصف إسرائيل هو إيران"..

"إسرائيل" في عين العاصفة إذاً وهي أوّل المتضررين: رسالة واضحة وجهها السيد نصرالله إلى الداخل "الإسرائيلي" وإلى الأميركي أيضاً، وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي، مشيراً إلى أن هذا الكلام ستكون له قراءة معمّقة في دوائر الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، خاصة أن السيد نصرالله قال بوضوح غير قابل للجدل إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبادر إلى ضرب "إسرائيل" أولاً وإن منظومة النار حينما تندلع في المنطقة لن يبقى لها أطر كيانية وهذا يرسخ كون "إسرائيل" في عاصفة النار، وستكون أمام خطر الاحتراق والضرب والإبادة، وهذه رسالة موجهة إلى الأميركيين أيضاً.

"هل مصلحة الإمارات أن تحصل حرب مدمرة في منطقة الخليج، حرب لن يبقوا فيها بمأمن؟.. قطعاً لن يبقوا في مأمن"... الكلام هنا أيضاً للسيد نصرالله وفيه رسالة واضحة إلى الإمارات لا لبس فيها، مفادها أنْ أعيدوا النظر أكثر بخياراتكم، يضيف بزي، لافتاً إلى أن السيد نصرالله أراد عبر هذه الرسالة الإماراتية المحسوبة بدقة، وبتوصيفِ مدن الزجاج في دبي وغيرها، أن يظهّر جزءاً بسيطاً من الثمن الذي يمكن أن يدفعوه إذا استمروا في موقع المحرّض على الحرب على إيران، وهو يحاول أن يعزز حال التراجع الإماراتي عن خيار التحريض وأن يترك لبنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان هذا الموقع وأن يدفع الإماراتيين أكثر نحو إعادة المراجعة.

إنها حربٌ ليست بنزهة، بل ستصل نيرانها إلى المنطقة بأكملها. لذا فليفكر ملياً الدعاة إليها!