وقد بارك السيد نصرالله للعاملين في مؤسسة "جهاد البناء" الذكرى الـ31 لتأسيسها، وفي كلمته خلال الاحتفال الذي تقيمه المؤسسة في مجمع المجتبى (ع) - السان تيريز، ذكر السيد بأن بداية انطلاقتها غير الرسمية والفعلية كانت عام 1985، معبراً عن فخره بالمؤسسة التي تخضع لعقوبات أميركية والتي هي جزء من المقاومة.
وأشار سماحته إلى أن الشهيد السيد عباس الموسوي كان الأكثر إيماناً واندفاعاً لهذا المشروع وتبناه مادياً ومعنوياً وسعى لتحقيقه وتطويره.
ولفت سماحته انه من مميزات تجربة المقاومة الاسلامية انها عملت في مواجهة الاحتلال على ابعاد متعددة في آن واحد حيث سار الكفاح المسلح بالتوازي مع البعد السياسي لحماية خيار المقاومة وكذلك في البعد الاعلامي والحرب والنفسية وفي البعد الاجتماعي والثقافي وفي البعد الصحي والرعائي وصولا الى بُعد صمود الناس في ارضهم ، مضيفا "عملت جهاد البناء على بقاء الناس في بيوتهم خلال الاحتلال الصهيوني للبنان وتحملت المسؤولية في مسيرة المقاومة"، مؤكدا انه "لان المقاومة متكاملة والعاملين فيها من الصادقين والمخلصين استطاعت هذه المقاومة بالتعاون مع بقية فصائل المقاومة الى الوصول عام 2000 الى التحرير" .
واكد السيد نصرالله ان مؤسسة جهاد البناء استطاعت حتى عام 2000 تقديم خدمات مهمة حيث كانت تقوم بترميم وبناء ما يتم هدمه من قبل العدو الصهيوني، وكل ما قدمته هذه المؤسسة قبل عام 2000 كان من ايران والمساهمين والمساعدين والمتطوعين .
وخلال عدوان تموز عام 2006 عادت الناس الى قراها لتشاهد الدمار الهائل وقد راهنت القوى الاقليمية والدولية وكيان العدو نفسه ان شعب المقاومة بعد ان يرى الدمار سيتحول انتصارهم الى هزيمة وسينقلبوا على المقاومة، مضيفا "لكننا وخلال الاسبوعين الاخيرين لعدوان تموز 2006 بدأنا التحضير لما بعد العدوان وكانت جهاد البناء ضمن المساهمين في هذه الخطة والتي كانت تقضي بان تقوم بكل قواها بمسح كامل للدمار وتقديم اثاث اضافة الى مال ليتم ايجاد بدائل للبيوت المهدمة، ومن احضان جهاد البناء انطلقت كذلك مؤسسة "وعد" التي ساهمت في بناء لما هدمه عدوان تموز خلال 5 سنوات.
وبعد عدوان تموز تحولت المؤسسة نحو البعد الزراعي والتعاوني والانمائي، حتى أصبح مكافحة التصحر وتعميم ثقافة التشجير أحد مهام المؤسسة.
وتابع السيد نصرالله أنه تم خلال السنوات الماضية زرع ما يقارب 10 مليون و600 ألف غرسة غير المليون الشجرة التي زرعت سابقاً، وهو ما يعد بالبعد عبادي والتفرب إلى الله تعالى.
وبيّن السيد أن أحد مشاريع المؤسسة في الضاحية الجنوبية هو مشروع "العباس" لمياه الشفة، وقد امن هذا المشروع ما يقارب 134 خزان مياه للشرب في الضاحية الجنوبية.
وأشار سماحته إلى أنه حتى الان لا توجد سياسة حكومية للقطاع الزراعي، وأن المشكلة ليست في وزارات الزراعة بل بالحاجة إلى خطة كاملة، مضيفاً "كم حصة القطاع الزراعي في "سيدر"؟، وداعياً إلى الاهتمام بقطاع الزراعة وتشجيع المزارعين.
وفي سياق أخر وبمناسبة ذكرى "زواج النور" - زواج الإمام علي (ع) من السيدة فاطمة الزهراء (ع) - دعا السيد نصرالله إلى تبني أسبوع الأسرة من 26 ذي القعدة إلى 1 "ذو الحجة"، متوجهاً إلى كل المؤسسات الإعلامية ورجال الدين والمختصين للعمل على تثقيف وتأهيل الناس ووضع خطط حقيقة للحفاظ على الاسرة والعائلة .
في السياسة، لفت السيد نصرالله الى مسألة الموازنة حيث صوت حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة ايجابا لصالحها، موضحا ان هذا التصويت كان بسبب ضرورة التعاون وتحمل المسؤولية في ظل الاوضاع الاقتصادية في لبنان، ولتخرج الموازنة قوية لا هزيلة، مشدداأن الحزب سيتحمل المسؤولية في الموضوع الاقتصادي والمالي أكثر من أي زمن مضى بسبب موقعه في المعادلة اللبنانية، مشيداً بنقاشات الموازنة التي لم تشهدها الحكومات السابقة كما حصل هذه السنة، وأن بعض ملاحظات الحزب أُخذ فيها بعين الإعتبار في الحكومة وفي لجنة المال والموازنة.
ولفت سماحته ان لا مكاسب لحزب الله من موضوع الموازنة بل المكاسب للناس "ومن الانجازات التي حققناها رفضنا ضريبة الـ2 % وتم عرض تسوية ان يتم الغاء 2 % واستبدالها بوضع ضريبة 3 % على المواد التي نستوردها من الخارج والتي لا تطال الفئات الفقيرة، وكذلك ملف الجامعة اللبنانية حيث تم استثناؤها من موضوع تجميد التوظيف لمدة 3 سنوات فيها" .
في ملف قرارات وزارة العمل، وفي ما يخص اليد العاملة الفلسطينية، قال السيد نصرالله: "إنه مؤسف جدا تسييس هذا الملف لان البعض اعتبر ان الاعتصامات الفلسطينية في المخيمات كانت بقرار من حزب الله وهذا الامر كذب وافتراء وادعو الى ان يتم معالجة هذا الموضوع على اساس اخلاقي وقانوني بعيدا عن السياسة وبشكل هادئ لان هناك فرق كبير بين العامل الفلسطيني وغيره من العمال الاجانب لان العامل الفلسطيني ليس لديه بلد يعود اليه ليعمل فهو لاجئ وبلده محتل وقضيته مرتبطة بقضية مركزية سياسية يجمع عليها الجميع".
واكد سماحته ان لا علاقة بين العمال الفلسطينيين وملف التوطين داعيا الجميع الى الهدوء ومعالجة الملف بهدوء .
في الشأن الحكومي، تحدث سماحته عن البعض ممن يصور بان حزب الله يتحكم بكل مرافق لبنان السياسية من حكومة ومجلس نواب، مؤكدا انه افتراء وكذب وتضليل والغاية منه تحريض الداخل والخارج على حزب الله، ولتحميل حزب الله تبعات كل الوضع الاقتصادي والفساد والهدر الموجود في لبنان، متسائلا" اذا كانت الحكومة تحت سيطرتنا فلماذا نعطلها ؟".
الى ذلك، تحدث سماحته عن علاقة حزب الله بحلفائه، مؤكدا ان "هناك فهم خاطئ للاخرين عن علاقة حزب الله بحلفائه فنحن علاقتنا معهم علاقة احترام فلا نفرض عليهم شيء ولا نطلب منهم شيء"، وفي ملف حادثة #قبرشمون اكد سماحته أن النائب طلال ارسلان لم يسألنا عن ملف تحويل القضية الى المجلس العدلي وهذا حقه، "ونحن قلنا للنائب ارسلان من اليوم الاول للقضية إننا الى جانبك في كل ما ستقرره وسنصوت معك"، مضيفاً: "نحن لا نريد تعطيل الحكومة واذا دعا رئيس الحكومة الى جلسة سيكون وزراؤنا اول الحاضرين".
وفي سياق آخر، نفى سماحته نفيا قاطعا ادعاء اللوبي "الاسرائيلي" ان حزب الله يستخدم مرفأ بيروت لنقل اي سلاح، مضيفا "هذه مقدمات للوصول الى وصاية على المرفأ والمطار والحدود وما عجزوا عن تحقيقه خلال عدوان تموز من قوات متعددة الجنسيات يحاولون تحقيقه الان".
وفي الختام أدان سماحته عمليات الهدم والتهويد للاحياء المحيطة بالقدس، مؤكدا انه يجب وقف التنسيق الامني مع العدو لانه اكثر ما قد يوجعه، وهو سلاح بيد السلطة يجب استخدامه.