
هل تفضي حركة الاتصالات والمشاورات واللقاءات إلى حلحلة في الملف الحكومي؟.. سؤال يطفو إلى الواجهة في ضوء الأجواء الإيجابية التي أشاعها رئيس الحكومة سعد الحريري بالأمس،
وما تبعها من زيارات للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى كلٍّ من خلدة وعين التينة، وعليه يمكن القول إن الأمور تخطت حال الجمود التي استحكمت بالبلاد على مدى أكثر من شهر، وبلغت مرحلة الحديث عن وضع الأمور في نصابها، على الرغم من المواقف المتشنجة التي يطلقها البعض، دون الإكتراث إلى المفاعيل السلبية لتعطيل العمل الحكومي على الأوضاع السياسية والأمنية والقضائية والاقنصادية والاجتماعية.
وبالموازاة، استدعى التدخل الاميركي السافر في شوؤن البلاد والعباد ردود أفعال شاجبة ومستنكرة ورافضة لسياسة الإملاءات التي تسعى واشنطن لفرضها على الساحة اللبنانية، فيما بعض الأفرقاء السياسيين لاذ بالصمت من دون أن يحرك ساكناً إزاء هذه التدخلات التي تمس بالسيادة والحرية والاستقلال وما رفع البعض من شعارات رنانة لم تجرِ ترجمتها على أرض الواقع اللبناني.
إذاً، توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري خلال اجتماع في بعبدا بحضور اللواء عباس ابراهيم على أهمية انعقاد مجلس الوزراء في أسرع وقت لمتابعة المشاريع والقوانين التي من شأنها إعادة دوران عجلة الوضع الاقتصادي وتسهيل أمور المواطنين، وبعد اللقاء وصف الحريري الاجتماع بالإيجابي جداً، مشيراً إلى أن الحلول باتت في خواتيمها، وأنه متفائل أكثر من قبل.
اللواء إبراهيم زار بعد اجتماع بعبدا رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان في خلدة كما زار الرئيس نبيه بري في عين التينة.
وفي مقابل الأجواء الإيجابية التي أشاعها رئيس الحكومة سعد الحريري من بعبدا أعلن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر" أنه لم تعد القضية قضية مجلس وزراء ينعقد أم لا ينعقد، معتبراً أن السؤال المطروح هل التحقيق سيجري مع الذين تسببوا بحادثة البساتين أم سيبقى هؤلاء يسرحون خارج المساءلة، متهماً رئيس الجمهورية ومَن خلفه بأنهم يريدون الانتقام، وأضاف جنبلاط: "إذا كان الأمر هكذا فنحن نملك الصبر والهدوء إلى يوم الدين ولم نطلب ضمانة من أحد سوى القانون"، حسب قوله.
رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان رد على جنبلاط وقال في تغريدة له على "تويتر" إنه "أصبح من الواضح أن هناك من لا يريد محكمة ولا محاكمة أيًّا كان شكلها واسمها، ويسعى لتوتير الأجواء داخلياً وخارجياً لفكّ الحصار السياسي الذي فرضه على نفسه". وأضاف ارسلان: "لذلك إن أيّ مبادرة تخلو من الوضوح بما حصل من محاولة لاغتيال الوزير الغريب مرفوضة رفضاً مطلقاً".