ما بين الأوّل من أيلول والتاسع منه، محطتان مهمَّتان في تاريخ لبنان يمكن الوقوف عندهما مليّاً: فبعد عملية "أفيفيم" البطولية التي كسرت معادلات فرضها العدو على مدى عقود وكرَّست معادلةً جديدة صُنِعَت بأيدي المقاومة، جاءت عمليةُ إسقاط الطائرة المسيّرة على الحدود اللبنانية الفلسطينية لتثبِّت قوةَ الردع في مواجهة سلاحِ الجو الصهيوني الذي يستبيح السماء اللبنانية ويعربد في أجوائها لغايات تجسسية عدوانية بحتة.

ومع إسقاط هذه الطائرة المسيَّرة سقطت رهانات العدو، ودخل لبنان في مرحلة جديدة من الصراع مع العدو، وفق ما يرى خبراء عسكريون، على اعتبار أن ما حدث هو الأول من نوعه ولن يكون الأخير في زمن التحولات التي أحدثتها المقاومة، والتي تأتي في إطار منظومة متكاملة عمادُها ثلاثيةٌ ذهبية أخذت على عاتقها حماية لبنان وسيادته وعزته وكرامة جميع مواطنيه دون استثناء.

مجاهدو المقاومة الإسلامية كانوا أسقطوا فجر اليوم طائرة "إسرائيلية" مسيّرة بالأسلحة المناسبة أثناء عبورها الحدود الفلسطينية اللبنانية باتجاه بلدة رامية الجنوبية وتمكنوا من السيطرة عليها وأصبحت في يد المقاومين.

وفي محاولة منه للتخفيف من وقع هذا الحدث، نقلت وسائل إعلام العدو عن جيش الاحتلال اعترافه بسقوط طائرة مسيّرة تابعة له في الأراضي اللبنانية، زاعماً أن الطائرة سقطت خلال نشاط روتيني، ولا خشية من تسرّب معلومات منها. وقالت القناة السابعة في تلفزيون العدو إن إسقاط الطائرة المسيّرة حصل بعد خمس دقائق من دخولها الأجواء اللبنانية.

الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد الركن المتقاعد الدكتور أمين حطيط اعتبر في حديث لإذاعة النور ان تاريخ 9-9-2019 هو تاريخ مولد جديد لقاعدة جديدة تُضاف إلى قواعد الاشتباك الخمس السابقة، عنوانها حماية السماء اللبنانية، لافتاً إلى أن ردّ حزب الله كان ضرورة.

وقال حطيط: " لو لم يردّ حزب الله بالردّ المناسب، لكانت إسرائيل حققت نصراً إستراتيجياً مسح هزيمتها في العام 2006، لكن التصرف الموزون والدقيق والفعال الذي نفذه حزب الله أجهض هذه المحاولة الإسرائيلية".

بدوره، علّق عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي في تصريح عبر وسائل التواصل الإجتماعي على إسقاط الطائرة "الإسرائيلية" قائلاً: "المقاومة الإسلامية تسقط طائرة مسيرة إسرائيلية في جنوب لبنان، وكان وعدا مفعولاً. مبارك للبنان واللبنانيين، وكل المقاومين والشرفاء هذا الإنجاز النوعي الجديد".