وبرغم أنه ثالث مستشار أمن قومي يقيله ترامب إلا أن إقالته شكلت مفاجأة وطرحت أسئلة عن الخلفيات والأسباب وعن حقيقة خلافاته مع ترامب وهو ما طرحناه على الكاتب والمحلل السياسي أمين قمورية: " ترامب يعتقد أنه وحده سيد اللعبة لا يريد أحد أن يشاركه القرار أو الرأي ، أعتقد أن الخلافات قد تطال أكثر من موضوع لكن جوهرها هو أن ترامب يبحث عن صفقة في حين أن الآخرين يبحثون عن فرض رأي الولايات المتحدة بالقوة أو بالحرب ، ومعروف عن بولتون أنه نصير الحروب كان هناك خلافات عميقة في مواضيع مختلفة أبرزها ما يحصل اليوم على الساحة الإيرانية والساحة الأفغانية ، في أفغانستان كان معزولاً بالكامل عن كل المحادثات التي كانت من شأنها أن تؤدي إلى كامب دايفيد أميركي طالباني جديد ، الموضوع الإيراني طبعاً هو الذي يأخذ الحيّز الأكبر في السياسات الأميركية ، ترامب يشعر منذ فترة أن بعض أفراد إرادته يريدون توريطه في حرب هو لا يريدها ، وهناك رأي فيما يتعلق بالصين وكوريا الشمالية ، مواضيع عدة لكن في النهاية من الواضح ان ترامب يسير أكثر وأكثر نحو التفرّد بالقرارات الأميركية "

وعن انعكاس إقالة بولتون على الملفات المعقدة في السياسات الخارجية الأميركية؟ يجيب قمورية: " ترامب لا يستطيع أحد أن يعرف إتجاهاته هو يفعل الشيء ونقيضه في آن لذلك لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالمسار ، لكن من الواضح في منطقتنا أن نية الحرب لم تعد موجودة لألف سبب وسبب ومنها إقالة بولتون أحد أبرز المؤشرات إلى أن ترامب يبحث عن صفقة ولا يريد التورّط في أي مواجهة لا مع إيران ولا مع أي من حلفاء إيران "

أُقيل أم استقال لا فرق النتيجة واحدة أن بولتون بات خارج دائرة القرار وأن إقالته كشفت مدى التخبط المستمر داخل الإدارة الأميركية والإرباك المسيطر عليها منذ تسلم دونالد ترامب منصبه.