إلا أنها استحوذت بنتائجها على إهتمامات المحللين السياسيين والعسكريين على حد سواء بالنظر للتحول الاستراتيجي الذي أحدثته، خصوصاً أنها تأتي بعد استهداف مصفاة الشيبة النفطي ووبقيق وخريص في "آرامكو"، وما سببته من خسائر فادحة والسؤال الكبير الذي يُطرح: كيف استطاع اليمنيون على الرغم من ضعف إمكاناتهم  وفي ظل هذه الحرب الشعواء منذ حوالى خمس سنوات أن يتغلبوا على فخر الصناعة العسكرية الأجنبية، وعلى رأسها الاميركية؟

في معرض الإجابة، يقول الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد محمد عباس لإذاعة النور إن ذلك يرتبط بضعف أداء قوات التحالف والخبرات التي راكمها الجيش اليمني و"أنصار الله" خلال الحرب التي أظهرت فيها قوات التحالف تفوّقاً عسكرياً من حيث المعدّات والتوازن الكلاسيكي التقليدي، غير أن الجيش اليمني و"أنصارالله" كانا يتحّركان وفق وأهداف وقضية محدّدة وخبرات متراكمة عكس قوات المرتزقة والقوات السعودية التي انهارت بسرعة خلافاً للمقاييس التقليدية، وما حصل في عملية "نصر من الله" فضيحة كاملة لناحية الأداء العسكري، لا سيما أن القوة العسكرية التي جرى إسقاطها تعادل بحجمها ثلاثة ألوية عسكرية، في وقت يجب أن يكون عديد المهاجِم أكبر من عديد المهاجَم.

ويشدد عباس على أن هذه العملية ستشكل بداية النهاية للحرب على اليمن، لافتاً إلى أن المقاومة اليمنية صنعت معجزة عسكرية سيكون لها تبعاتها ليس فقط على الساحة اليمنية، وتظهر مؤشرات التداعيات عبر بدء تنازل السعودية عن مواصلة الحرب على اليمن.

عملية "نصر من الله" شكلّت دلالةً على تعاظم القدرات العسكرية اليمنية وبرهاناً واضحاً على فشل تحالف العدوان وهزيمته المحقّقة في اليمن.