
رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنه "لإنجاح هذا الحراك الأكبر والأهم والعابر للطوائف، يجب أن لا نخلط الصالح بالفاسد، ولا يجوز التنكر لتاريخ هذا البلد،
هذا البلد المحتل، الذي لم يستطع مجلس الأمن ولا قوى العالم ولا جامعة العرب ولا الدول الإسلامية تحريره، واستطاعت المقاومة تحريره وتأمين وجوده وسيادته واستقلاله طيلة ما يقرب من 40 سنة، بين قتال إسرائيل والتكفير الدولي. يجب أخذ هذه الحقيقة التاريخية بعين الاعتبار، وإلا فمن يصر على شعار "كلن يعني كلن" على طريقة خلط الصالح بالفاسد، والمقاوم بالعميل، يريد تضييع المسؤوليات، وإدخال البلد في نفق لا مخرج منه".
وتوجه المفتي قبلان إلى اللبنانيين في خطبة الجمعة بالقول: "أنقذوا لبنان، أنقذوا البلد وبادروا إلى تسوية تحفظ البلد والشارع ومشروع الدولة وهوية لبنان وتضحيات أهله وناسه ومقاوميه، تسوية تتمكن من إستعادة المال العام ومحاكمة حيتان السلطة، ولصوص المال، تسوية تشكل مرحلة تاريخية لمفهوم الدولة كبلد بلا قيد طائفي ووظيفة لا طائفية، وفق مفهوم سلطة اجتماعية ضامنة بسياسات مضادة للفقر والحاجة والأزمات المختلفة، وهذا يفرض علينا تغيير عقل السلطة ومفهوم الدولة، ما يشكل أكبر انتقالة نوعية في لبنان".
كما توجه إلى الشعب الموجود في الشارع بالقول: "دولة بلا شعب يعني دولة دكتاتورية، دولة تعاني من السلب والنهب والصفقات، يعني دولة مزرعة وسلطة فاسدة، دولة بلا قضاء نزيه وقادر وفاعل يعني دولة زبائن ومحاسيب، دولة بهوية طائفية يعني دولة شركة لأشخاص يتحكمون بالدولة والسلطة والشعب والموارد ولقمة عيش الناس ووظائفهم، لذا طالبنا ونطالب بضرورة إسقاط الدولة الطائفية عن طريق تسوية قوية وآمنة، يربح فيها كل شعب لبنان، بكل ميوله، ويأمن معها مشروع الدولة، ويسترجع فيها المال المنهوب، وفق مفهوم جديد للدولة والسلطة بعيدا عن سرطان الطائفية وأمراضها، وحذار من غلق الأبواب، واتهام البريء والإصرار على سياسة الإبعاد، والتعامل مع المضحين بلغة انتقامية، وترك الشارع للسب والاتهام على مصراعيه، لأن هذه العقلية ستشكل أرضية لفرز الناس وضياع البلد ولعبة الخارج وسمسرة الأقنعة وارتزاق الأعلام القذر وجواسيس السفارات، تماما كما حصل مع الربيع العربي. لذلك عليكم أن تقرأوا ربيع ليبيا ومصر وتونس وسوريا والعراق جيداً حتى لا تتمكن أجهزة التخريب والفتن من إدارة الشارع وإدخال البلد في المجهول".