السيد فضل الله دعا لحكومة تلبي مطالب الشارع: ليس من مصلحة أحد عودة بذور الفتنة
تاريخ النشر 13:11 29-11-2019 الكاتب: إذاعة النور المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام" البلد: محلي
69

حذر فضيلة السيد علي فضل الله من "تداعيات رفع الشعارات الطائفية والمذهبية وكل ما يذكر بتوترات أخذت هذا البعد، مما لا يريد أحد من اللبنانيين العودة إليه،

فضيلة السيد علي فضل الله
فضيلة السيد علي فضل الله

فالكل يعرف الآثار الكارثية التي قد تنتج من رفع الشعار الطائفي أو المذهبي في ظل التوترات الحاصلة، فهذا الشعار سيواجه بمثله، ونحن في بلد سرعان ما تتأجج فيه الحساسيات وتستثار فيه المشاعر والغرائز".

وأكد السيد فضل الله أنه "على الواعين، ممن يملكون التأثير في الساحات، أن يتحملوا مسؤوليتهم في هذا المجال، وأن لا يتركوا مثل هذه الأصوات تنطلق، وإذا انطلقت أن يسارعوا إلى علاجها ومنع أي تداعيات أو ردود فعل قد تنتج منها، وأن لا يخضعوا في ذلك لمنطق الشارع وردود أفعاله، فليس من مصلحة أحد في هذا البلد أن تعود إليه بذور الفتنة أو يفتح المجال للداخلين على خطها". وقال: "ان من حق كل فرد وجهة وموقع أن يعبر عن قناعاته وما يفكر فيه، ولكن بما لا يستفز مشاعر الآخرين ولا يثير أية حساسيات لديهم".

وأضاف: "إننا في هذا البلد محكومون بأن نعيش معا بكل تنوعاتنا الدينية والمذهبية والسياسية، ولن يستطيع أحد، مهما بلغ من القوة والإمكانات، أن يلغي أحدا أو يسيطر على أحد أو يحتكر الساحة لنفسه. فلنوفر على هذا البلد كل ما يؤدي إلى الشرخ بين مكوناته وتعميق الهوة في ما بينها، وإذا كان لأحد بأن يطالب برفع غبن أو ظلم عن نفسه أو دفع فساد، فليطالب بالعدالة للجميع".

وقال السيد فضل الله: "يبقى أن نتوجه إلى كل القوى والمواقع السياسية التي تولت إدارة البلد طوال هذه الفترة، لندعوها إلى تحمل مسؤوليتها، فلا يستطيع أي منها أن يتنصل من مسؤوليته أو أن يخرج نفسه منها. الكل مسؤولون، ولا بد لكل منهم أن يقوم بدوره في هذه المرحلة الصعبة، وذلك بالعمل سريعا لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، والكف عن المناورات والتمسك بالأسقف العالية، بعدما لم يعد مبررا أي تأخير. وما لم يتحقق ذلك سريعا، فعلى الأقل إبقاء الحرارة في الحكومة المستقيلة للقيام بتصريف الأعمال، إذ إن مرحلة تصريف الأعمال لا تعني الشلل وترك الأمور على غاربها. إن المرحلة التي نعيشها ليست مرحلة تقاذف الكرات بين القوى والمواقع السياسية، بل مرحلة العمل معا، وبعيدا من كل الحسابات، من أجل حفظ هذا البلد من أن يتداعى إنسانه أو أن يهيم على وجهه أو أن يموت كمدا من معاناته".

وختم بالقول: "أخيراً، لا بد من أن نطل على العراق، هذا البلد العزيز الذي تزداد جراحاته وآلامه، ويرتفع عدد الضحايا التي تسقط فيه يوميا بفعل الفساد المستشري فيه وتدخلات الخارج، لندعو كل القيادات السياسية إلى تحمل مسؤوليتها والعمل سريعا لإخراج العراق من الواقع الذي وصل إليه، بالإصغاء إلى صوت الشارع ومطالب الناس المحقة، حتى لا يضيع هذا البلد، أو يصبح لقمة سائغة في يد من لا يريد له خيرا، وعندها يسقط الهيكل على رؤوس الجميع".