ما يطرح أسئلة كبيرة حول ما جرى وما يُراد من ورائه ومن المستفيد من توتير الأوضاع، وما إذا كان ذلك يأتي في إطار الضغط لتحقيق مكاسب سياسية، خصوصاً أن هذه التطورات تأتي عقب تصريحاتٍ أميركية بشّرت اللبنانيين باستمرار الإحتجاجات وتصاعدها في لبنان.

فقد شهد وسط بيروت الليلة الماضية مواجهاتٍ عنيفةً بين القوى الأمنية ومتظاهرين حاولوا الدخول إلى محيط مجلس النواب، وقد عمد بعض الشبان الذين قدِموا من طرابلس ومناطق بعيدة أخرى، بحسب شهود عيان، إلى الإعتداء على القوى الأمنية بالحجارة وكلّ ما توفر أمامهم، فيما تصدت لهم قوات مكافحة الشغب بالقنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف وأبعدتهم إلى منطقة الصيفي قبل أن تعود وتسمح لهم بالعودة إلى ساحة الشهداءK وأظهرت مقاطع فيديو وزعت أمس هوية المتظاهرين في وسط بيروت.

"الوكالة الوطنية للإعلام" أفادت بأن المتظاهرين حطّموا واجهات عدد من المحلات في شارعيْ الأوروغواي وفوش في وسط بيروت، حيث حضر إلى المكان أصحاب المحلات المتضررة وناشدوا القوى الأمنية العمل على حماية ممتلكاتهم وأرزاقهم.

المديرية العامة للدفاع المدني أعلنت في بيان لها أنه، وفي حصيلة لعمليات الإسعاف في وسط بيروت، عمل عناصرها على تضميد خمسة عشر إصابة ونقل عشرة جرحى إلى مستشفيات المنطقة.

من جهته، أعلن ​الصليب الأحمر اللبناني أن عناصره نقلوا عشر إصابات من وسط بيروت وأسعفوا 33 آخرين.

وفيما الشغب كان دائراً في وسط بيروت، شهد بعض المناطق عمليات قطع للطرقات، لا سيما في الشمال والبقاع الغربي، حيث عمد بعض المجموعات إلى إقفال أوتوستراد طرابلس وطريق ببنين في عكار بالإطارات المشتعلة. كما قطع بعض الشبان الطريق عند تقاطع جب جنين - كامد اللوز في البقاع الغربي بالعوائق الحديدية.

سياسياً، أكّدت مصادر مواكبة للملف الحكومي أنّ بعض الكتل النيابيّة تعمل لإعادة النظر بموقفها من الإستشارات النيابيّة على ضوء كلام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، متوقعة حصول تحوّل في هذه المواقف، إلا أنّ المصادر رأت أن كل شيء سيتظّهر قبل ساعات من موعد الإستشارات الإثنين المقبل.