
قبل مواراة جثمان الفريق الشهيد قاسم سليماني في الثرى في كرمان عند أذان فجر اليوم، ردّ الحرس الثوري الإسلامي في إيران على جريمة اغتياله ورفاقه باستهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق،
لا سيما قاعدة عين الأسد، التي تلقت عشرات الصواريخ الباليستية، بحسب بيان صادر عن الحرس الثوري حذر فيه "الشيطان الأكبر" الأميركي من أنّ أيّ عمل شرير أو اعتداء أو تحرّك آخر سيواجه برد أكثر إيلاماً وقساوة، ودعا الحرس الثوري واشنطن إلى سحب القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، مؤكداً أن أي دولة ستكون منطلقاً لاعتداء ضد إيران ستكون موضع استهداف من قبله، ونصح الحرس الثوري الشعب الأميركي بسحب قوات بلاده من المنطقة منعاً لوقوع المزيد من الخسائر ولعدم السماح بتهديد حياة المزيد من العسكريين الأميركيين بسبب الكراهية المتزايدة للنظام الأميركي.
وكالة حرس الثورة الإسلامي أفادت بأن ثلاثين جندياً أميركياً على الأقل أصيبوا في القصف الصاروخي للقواعد الأميركية في العراق، كما تضررت طائرات حربية أميركية عدّة من القصف الصاروخي على قاعدة عين الأسد.
التلفزيون الإيراني أعلن أن الحرس الثوري أطلق عشرات الصواريخ على قاعدة عين الأسد من مدينة إسلام أباد غرب إيران، كما أطلق خمسة صواريخ على قاعدة التاجي الأميركية.
بدورها، وكالة "فارس" للأنباء أفادت بأن الحرس الثوري إستخدم صواريخ فاتح 313 التي يصل مداها 500 كم في استهداف القواعد الأميركية.
قناة "روسيا اليوم" تحدثت عن مقتل وإصابة جنود أميركيين في قاعدة عين الأسد غرب الأنبار، فيما ذكرت وكالة "تسنيم" أن المروحيّات الأميركية تنقل القتلى والجرحى من القاعدة المستهدفة.
مصادر إيرانية أكدت أن الدفاعات الجوية الأميركية لم تستطع إسقاط أي من الصواريخ الإيرانية التي جرى إطلاقها.
وكالة "مهر" الإيرانية تحدثت عن تأهّب تام في القواعد الصاروخية الإيرانية التي تقع في عمق 500 متر تحت الأرض والتي تنتشر في كافة محافظات ومدن البلاد لاستهداف نقاط محددة سلفاً.
مستشار قائد الحرس حميد مقدم فر أكد أن عمليات اليوم أظهرت ضعف منظومة الدفاع الصاروخي الأميركي وجميع صواريخنا أصابت أهدافها، مشيراً إلى أنه مهما فعلوا ستحترق جميع المصالح الأميركية في المنطقة.
المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي رمضان شريف أكد أن الإدارة الأميركية باتت في حال مضطربة عقب الهجوم الصاروخي على قاعدتيها في عين الأسد وأربيل داخل العراق، وقال عقب الإنتهاء من مراسم دفن الشهيد سليماني: "إن هذا الهجوم جرى تنفيذه في نفس الساعة التي وقعت فيه الجريمة الإرهابية التي ارتكبها الأميركيون في بغداد".
من جهتها، وزارة الحرب الأميركية أعلنت أن إيران أطلقت فجر اليوم أكثر من 12 صاروخاً على قاعدتي عين الأسد وإربيل اللتين تستخدمهما القوات الأميركية، وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون العامة جوناثان هوفمان في بيان إن الوزارة تجري تقييما أوّلياً للأضرار وتدرس الردّ على الهجوم، وتابع البيان: "إنه من الواضح أنّ هذه الصواريخ أطلقت من إيران واستهدفت على الأقل قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستخدمهما القوات الأميركية وقوات التحالف في عين الأسد وإربيل".
البيت الأبيض أعلن بدوره في بيان أن الرئيس دونالد ترامب أحيط علماً بالهجوم وهو يراقب الأوضاع عن كثب ويجري اجتماعات مع فريقه الأمني، حيث عقد اجتماعاً مع وزيري الحرب والخارجية ورئيس هيئة الأركان على خلفية القصف الإيراني للقواعد الأميركية في العراق.
ترامب أعلن عبر "تويتر" أن بلاده حالياً بصدد تقييم الخسائر والأضرار جراء القصف الإيراني على قواعد عسكرية أميركية في العراق، لافتاً إلى أنه سيدلي ببيان حول ما حصل صباح الأربعاء، وقال ترامب إن بلاده لديها جيش هو الأقوى والأكثر تجهيزاً في العالم، مضيفاً إن "الأخبار حول الخسائر جيدة حتى الآن".
في المقابل، أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عدم قدرة الولايات المتحدة والعالم على تحمّل أعباء حرب أخرى.
المرشحة للرئاسة الأميركية عن "الحزب الديمقراطي" السيناتور إليزابيث وارن قالت إن الشعب الأميركي لا يريد حرباً مع إيران وما حصل اليوم هو "تذكير بحاجتنا إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط".
بدوره، رأى السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن الأمر يتطلب جرأة لإدارة ترامب للإعتراف بأن استراتيجيتها للتصعيد مع إيران فشلت.
مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين أشنا أكد أن أيّ تحرك عسكري أميركي ضد إيران سيؤدي إلى حرب واسعة في كل المنطقة.
بدروه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر "تويتر": "إتخذت إيران وخَلُصت إلى تدابير متناسبة في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من قاعدة استهداف ميثاق الأمم المتحدة التي بدأ منها الهجوم المسلح الجبان ضد مواطنينا وكبار المسؤولين"، وأضاف: "نحن لا نسعى للتصعيد أو الحرب لكننا سندافع عن أنفسنا ضد أي عدوان".