كيف يمكن قراءة الرد الإيراني على الولايات المتحدة الأميركية لناحية الشجاعة وإسقاط الهيبة الاميركية (تقرير)
تاريخ النشر 10:05 10-01-2020الكاتب: إلهام نجمالمصدر: خاص إذاعة النورالبلد: إقليمي
57
منذ الأربعينيات والولايات المتحدة الأميركية تتعاطى مع الدول ضمن سياسة أن قوّتها العسكرية الهائلة تمكِّنها من الهيمنة على أيِّ دولة في العالم.. فكيف إذا كان الامر يتعلق بالدول الإقليمية.. حيث لا أحد كان يجرؤ على رفع الصوت اتجاه السياسات الأميركية في المنطقة..
كيف يمكن قراءة الرد الإيراني على الولايات المتحدة الأميركية لناحية الشجاعة وإسقاط الهيبة الاميركية (تقرير)
إلا أن الرد الايراني على عملية اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما استطاعَ خرقَ الخطوط الحمراء.. فتجرأت الجمهورية الإسلامية حيث لم يجرؤ أحد وفق الباحث في الشؤون الإقليمية د. طلال عتريسي وذلك استجابة لإرادةِ الشعب الإيراني، لافتا ان إيران تقدم نموذجاً معاصراً لإرادة التحدي على أي اعتداء حتى ولو كان من دولٍ كبرى ودول عظمى كالولايات المتحدة الأميركية التي لا أحد يجرؤ من دول المنطقة على الأقل على مواجهتها أو رفع الصوت في وجهها، مؤكدا ان هذه نقطة مهمة وأساسية لأن منطق الردّ يعني أن أي اعتداء مستقبلي سيُواجَه بردّ مماثل أو برد يضع حداً لأي تفكير في الاعتداء..
واشار عتريسي الى أن هذا الردّ هو استجابة لإرادة الشعب الإيراني، فنحن شاهدنا كيف خرج الملايين من الإيرانيين في مختلف المدن الإيرانية يطالبون بالانتقام، حيث تم التوحّد حول هذا المطلب.
الرد على العدوان الأميركي يرتبط بقرار القيادة الشجاع بحسب د. عتريسي، مشددا ان هذه القيادة لا تخاف من ردّ الفعل الاميركي، والرد عندما حصل كان يحتمل رداً مضاداً أميركياً ويمكن أن يكون رداً واسعاً يفتح حرباً واسعة بحيث تتدحرج الردود الا ان إيران اتخذت قراراً معلناً، مضيفا "مسألة الشجاعة والجرأة هي مسألة أساسية في اتخاذ هذا القرار، وهذا لا نعثر عليه في مواقف الكثير من قيادات الدول في منطقتنا في التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية.
وشدد الدكتور عتريسي ان المسألة الاساسية التي اتخذتها القيادة الإيرانية، هي مسألة الجرأة على اتخاذ القرار ومسألة الشجاعة في تحمل كل ما يمكن أن يحصل من تداعيات جراء هذا القرار في المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية.
هي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تستهدف فيها دولةٌ ما.. قاعدةً اميركية كبيرة.. وهذه سابقة تُسجَّل لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي استطاعت من خلال شجاعتها واقتدارها على الرد على أقوى الجيوش العالمية وبالتالي كسر الهيبة الأميركية.