فحسب الدستور الأميركي لا تتم إدانته إلا بموافقة ثلثي الأعضاء وهو ما يبدو أمرا صعبا في ظل سيطرة الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس ترامب على ثلاثة وخمسين مقعدا في المجلس من أصل مئة ، كما يشرح  لإذاعة النور الخبير في الشؤون الأميركية د. منذر سليمان، لافتا ان الحزب الجمهوري بإمتلاكه الاغلبية سيحاول تقصير مدة المحاكمة التي تجري في مجلس الشيوخ دون استدعاء الشهود فيطوى الملف ويصدر المجلس براءة للرئيس، مضيفا "لكنه لن يستطيع ان يزيل مسألة انه قد تم عزل ترامب في مجلس النواب".

واشار سليمان الى ان القرار ورغم اهميته الا انه قرار سياسي وكل المحاكمة التي تجري وملف العزل هو ملف سياسي بسبب انقسام الكونغرس اي "مجلس النواب ومجلس الشيوخ" بين الجمهوريين والديمقراطيين وهذا الواقع فرض عدم المصادقة على القرار.

 من المبكر الحديث عن تداعيات قد يتركها قرار عزل ترامب على حملته الإنتخابية، يؤكد سليمان موضحا ان" كيفية توظيف كل طرف لهذا القرار سيعود الى الجهد الاعلامي والسياسي والمناورات البرلمانية بينهما"، لافتا ان القاعدة الانتخابية لترامب لم ولن تتأثر وهو سيحاول توظيف هذا الامر بانه اتهام سياسي، وبذلك ستستمروالحملة الدعائية بين الطرفين، متسائلا " هل سيتم ترجمة كل ذلك انتخابيا ، وهل دخول الحزب الديمقراطي في اجراءات العزل ستنفعه انتخابيا ام انها ستنفع ترامب اكثر ".

واكد سليمان ان الحسم في هذا الامر سيكون في الانتخابات الرئاسية القادمة، مضيفا " اختيار الحزب الديمقراطي لشخصية وازنة وجاذبة تستطيع ان تجذب ليس فقط القاعدة الديمقراطية بل ايضا المستقلين، لذلك من المبكر الحسم على ان مجريات العزل ستؤدي الى فشل او نجاح ترامب".

يعّد تصويت الكونغرس على عزل ترامب تاريخياً  إذ إنه في تاريخ الولايات المتحدة جرى إحالة رئيسين للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ، هما آندرو جونسون عام  1868 وبيل كلينتون عام 1998 وقد برأّهما المجلس، أما ريتشارد نيكسون، فاستقال مع بداية ولايته الثانية عام أربعة وسبعين قبل أن يصوت مجلس النواب على إجراءات عزله.