1 شباط / فبراير 1979: عودة الإمام الخميني إلى إيران بعد أربعة عشر عاماً من النفي.. وبزوغُ فجر انتصار الثورة الإسلامية (تقرير)
تاريخ النشر 09:09 01-02-2020الكاتب: أحمد طهالمصدر: إذاعة النورالبلد: إقليمي
717
فيما كانت إيران ترزح تحت حكمٍ ملكي برئاسة محمد رضا بهلوي المعروف بالشاه عام 1977، كانت الليالي الفرنسية تشهد على أنس كلام مفجّر الثورة الإسلامية في إيران الإمام روح الله الخميني، حين قال:
1 شباط / فبراير 1979: عودة الإمام الخميني إلى إيران بعد أربعة عشر عاماً من النفي.. وبزوغُ فجر انتصار الثورة الإسلامية
"كنت أنوي أن أكون غداً بين الإيرانيين وأن أعاني معهم ما يعانون، لكن الحكومة الخائنة منعت ذلك وأغلقت جميع مطارات إيران، وعندما يُعاد فتحها سأذهب مباشرة وأفهمهم، وعليهم أن يفهموا أنهم سيدفعون ثمن هذا التجبر، إني أشكر الشعب الإيراني، وفي أول فرصة سأكون معه".. هذا الكلام كان الخطوة الأولى على درب العودة الى طهران.
في تشرين الأول من العام عينه، اندلعت التظاهرات ضد الشاه واشتدّت عام 1978 فشلّت البلاد حتى دفعت بالشاه لمغادرة إيران إلى المنفى عام 1979، وبذلك سطّرت إيران أولى الثورات الناجحة في العالم بتغيير نظام ملكي، هيّئت به لعودة الإمام الخميني إلى طهران بعد أربعة عشر عاماً من النفي.
مع بزوع أول فجر من شباط عام 1979، تجمع الملايين من الإيرانيين في طهران حول المطار، بانتظار رؤية شمس ذاك الإمام. ومن على متن طائرة فرنسية، توجه الإمام برفقة عائلته وأعضاء مكتبه وعدد كبير من الصحفيين العرب والأجانب، لتغطية الحدث الابرز في القرن العشرين: استقبال ملهم الثورة الإسلامية في إيران.
دخلت الطائرة الأجواء الإيرانية، وعلى وقع صوت محرّكها خفقت قلوب الملايين، وظلت الأعين شاخصةً مع كل درجة يترجّل منها ملهمهم، وبصعوبة استقل الإمام سيارة يقودها محسن رفيق دوست للتوجه نحو مقبرة الشهداء في بهشتي زهراء، لكن زحمة الناس في الطرقات عطّلت مسير السيارة، لتقوم القوات الجوية الإيرانية بنقل الإمام عبر مروحيةٍ إلى منصة أعدت له خصيصاً، ليخاطب منها الملايين من الإيرانيين الذين ضاقت بهم بهشتي زهراء. وبعد خطابه الأول، زالت شمس الأول من شباط، مترقبةً شروق شمس "عشرة الفجر".